أربعة رقاب، فإن لم يجد فأربع (1) من البدن، فإن لم يجد فعشرين صاعا من تمر لكل يوم، فإن لم يجد صام لكل يوم يومين.
وقد ذكرنا مثل (2) هذا مرسلا عن النبي صلى الله عليه وآله من طريق سعيد بن المسيب.
وروينا أيضا من طريق عبد الرزاق عن معمر عن قتادة والحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الذي وطئ امرأته في رمضان: رقبة، ثم بدنة) ثم ذكر نحو حديث الزهري في العرق من التمر.
ومن طريق وكيع عن الربيع بن صبيح عن الحسن: (أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقد واقع أهله في رمضان، فقال له عليه السلام: أعتق رقبة، قال: لا أجد، قال:
أهد بدنة، قال: لا أجد، قال: صم شهرين، قال: لا أستطيع، قال: أطعم ستين مسكينا، قال: لا أجد، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بمكتل فيه تمر، فقال: تصدق بهذا، فقال: يا رسول الله، ما بينهما أهل بيت أحوج منا، قال: كله أنت وعيالك.
ومن طريق حماد بن سلمة: أنا عمارة بن ميمون عن عطاء بن أبي رباح:
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الذي وقع بامرأته (3) في رمضان أن يعتق رقبة، قال:
لا أجد، قال: أهد هديا، فقال: لا أجده) وذكر باقي الحديث.
فان تعللوا في مرسل سعيد (4) بأنه ذكر له ما رواه عطاء الخراساني عنه من ذلك فقال سعيد: كذب، إنما قلت له: تصدق تصدق: فان الحسن، وقتادة، وعطاء قد رووه أيضا مرسلا وفيه الهدى بالبدنة (5).
قال أبو محمد: عهدنا بالحنيفيين والمالكيين يقولون: المرسل كالمسند، وهذا مرسل من طرق، فيلزمهم القول به، لأنه زاد على سائر الأحاديث ذكر الهدى.
وأيضا من طريق القياس: فان البدنة والهدى يجبر بهما نقص الحج، ولم نجد شيئا من الاعمال يجبر نقصه بكفارة إلا الحج، والصوم فيجب أن يكون للهدى في الصوم مدخل كما له في الحج، ولكن القوم لا يثبتون على شئ!.
وأما نحن فلا حجة في مرسل عندنا أصلا (6).
وقالت طائفة (7) كما روينا من طريق عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: سألت سعيد بن المسيب عن رجل أكل في رمضان عامدا؟ فقال: عليه صيام شهر، قلت: