معين فلم ينتبه إلا بعد طلوع (1) الفجر أو في شئ من نهار ذلك اليوم، ولو في آخره، كما قلنا فكما قلنا أيضا آنفا سواء سواء، ولا فرق في شئ أصلا.
فلو لم يذكر فشئ من الوجوه التي ذكرنا، ولا استيقظ حتى غابت الشمس:
فلا اثم عليه، ولن يصم ذلك اليوم، ولا قضاء عليه.
برهان قولنا: قول الله تعالى: (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم). وكذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه). وكل من ذكرنا ناس أو مخطئ غير عامد، فلا جناح عليه.
حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا أحمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا أحمد بن محمد ثنا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج حدثني أبو بكر بن نافع العبدي ثنا بشر بن المفضل ثنا خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ بن عفراء (3) قالت: (ارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: من كان أصبح صائما فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطرا فليتم بقية يومه).
وبه إلى مسلم بن الحجاج: ثنا قتيبة بن سعيد ثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع قال: (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا ممن أسلم يوم عاشوراء، فأمره أن يؤذن في الناس: من كان لم يصم فليصم، ومن كان أكل فليتم صيامه إلى الليل) (4).
حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد ثنا إبراهيم بن أحمد البلخي ثنا الفربري ثنا البخاري ثنا المكي بن إبراهيم ثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع قال: (امر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من أسلم: ان اذن في الناس: ان من اكل فليصم بقية يومه، ومن لم يكن اكل فليصم، فان اليوم يوم عاشوراء) (5).
ورويناه أيضا من طريق معاوية وغيره مسندا (6).
قال أبو محمد: ويوم عاشوراء هو كان الفرض حينئذ صيامه.
كما روينا بالسند المذكور إلى البخاري: ثنا أبو معمر ثنا عبد الوارث هو ابن سعيد التنوري ثنا أيوب السختياني ثنا عبد الله (7) بن سعيد بن جبير عن أبيه عن