بها قوم من أصحاب الحديث، وهم فيها مخطئون عين الخطأ، ومن قلدهم أسوأ حالا منهم. وأما رواية من روى (من بوله) فقد عارضهم من هو فرقهم، فروى هنا دبن السرى وزهير بن حرب ومحمد بن المثنى ومحمد بن بشار كلهم عن وكيع فقالوا: (من البول)، ورواه ابن عون وابن جرير عن أبيه عن منصور عن مجاهد فقالا (من البول) ورواه شعبة وأبو معاوية الضرير وعبد الواحد بن زياد كلهم عن الأعمش فقالوا:
(من البول) فكلا الروايتين حق، ورواية هؤلاء تزيد على رواية الآخرين، وزيادة العدل واجب قبولها، فسقط كل ما تعللوا به، وصح فرضا وجوب اجتناب كل بول ونجو * وممن قال بهذا جملة من السلف كما حدثنا حمام ثنا عباس بن أصبغ ثنا محمد ابن عبد الملك بن أيمن ثنا أحمد بن محمد البركي (1) القاضي ثنا أبو معمر (2) ثنا عبد الوارث بن سعيد ثنا عمارة بن أبي حفصة حدثني أبو مجلز قال: سألت ابن عمر عن بول ناقتي قال: اغسل ما أصابك منه. وعن أحمد بن حنبل عن المعتمر بن سليمان التيمي عن سلم بن أبي الذيال (3) عن صالح الدهان عن جابر بن زيد قال: الأبوال كلها أنجاس. وعن حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد عن الحسن قال: البول كله يغسل. وعن قتادة عن سعيد بن المسيب قال: الرش بأرش والصب بالصب من الأبوال كلها. وعن معمر عن الزهري فيما يصيب الراعي من أبوال الإبل قال: ينضح. وعن سفيان بن عيينة عن أبي موسى إسرائيل (4). قال: كنت مع محمد بن سيرين فسقط عليه بول خفاش فنضحه،