ولزمه ما قدر عليه منه سواء أقله أو أكثره برهان ذلك قول الله عز وجل: (لا يكلف الله نفسا الا وسعها) وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) وقد ذكرناه قبل باسناده. وبالله تعالى التوفيق * 107 - مسألة - ولا يجوز ان يعمل أحد شيئا من الدين مؤقتا بوقت قبل وقته، فإن كان الأول من وقته والآخر من وقته لم يجز أن يعمل قبل وقته ولا بعد وقته * لقول الله تعالى (ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه) وقال تعالى (تلك حدود الله فلا تعتدوها) والأوقات حدود فمن تعدى بالعمل وقته الذي حده الله تعالى له فقد تعدى حدود الله * حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا أحمد بن فتح حدثنا عبد الوهاب بن عيسى حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا أحمد بن علي أخبرنا مسلم بن الحجاج أخبرنا إسحاق بن إبراهيم هو ابن راهويه عن أبي عامر العقدي حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن قال: سألت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق فقال أخبرتني عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) * قال علي: ومن امره الله تعالى ان يعمل عملا في وقت سماه له فعمله في غير ذلك الوقت - اما قبل الوقت واما بعد الوقت - فقد عمل عملا ليس عليه امر الله تعالى ولا امر رسوله صلى الله عليه وسلم، فهو مردود باطل غير مقبول، وهو غير العمل الذي امر به، فان جاء نص بأنه يجزئ في وقت آخر فهو وقته أيضا حينئذ، وإنما الذي لا يكون وقتا للعمل فهو ما لا نص فيه. وبالله تعالى التوفيق * 108 - مسألة - والمجتهد المخطئ أفضل عند الله تعالى من المقلد المصيب.
هذا في أهل الاسلام خاصة، واما غير أهل الاسلام فلا عذر للمجتهد المستدل ولا للمقلد، وكلاهما هالك * برهان هذا ما ذكرناه آنفا باسناده من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله اجر) وذم الله التقليد جملة، فالمقلد عاص والمجتهد مأجور