7 - مسألة - والعرش مخلوق برهان ذلك قول الله تعالى: (رب العرش العظيم) وكل ما كان مربوبا فهو مخلوق 8 - مسألة - وانه تعالى ليس كمثله شئ ولا يتمثل في صورة شئ مما خلق. قد مضى الكلام في هذا ولو تمثل تعالي في صورة شئ لكانت تلك الصورة مثلا له وهو تعالى يقول: (ليس كمثله شئ) 9 - مسألة - وان النبوة حق برهان ذلك: أن ما غاب عنا أو كان قبلنا فلا يعرف الا بالخبر عنه. وخبر التواتر يوجب العلم الضروري ولا بد ولو دخلت في نقل التواتر داخلة أو شك لوجب أن يدخل الشك هل كان قبلنا خلق أم لا إذا لم نعرف كون الخلق موجودا قبلنا إلا بالخبر ومن بلغ ههنا فقد فارق المعقول وبنقل التواتر المذكور صح أن قوما من الناس أتوا أهل زمانهم يذكرون أن الله تعالى خالق الخلق أوحى إليهم يأمرهم بانذار قومهم بأوامر ألزمهم الله تعالى إياها فسئلوا برهانا على صحة ما قالوا فأتوا بأعمال هي خلاف لطبائع ما في العالم لا يمكن البتة في العقل أن يقدر عليها مخلوق حاشا خالقها الذي ابتدعها كما شاء كقلب عصا حية تسعى وشق البحر لعسكر جازوا فيه وغرق من اتبعهم وكاحياء ميت قد صح موته وكابراء أكمه ولد أعمى وكناقة خرجت من صخرة وكانسان رمى في النار فلم يحترق وكاشباع عشرات من الناس من صاع شعير وكنبعان الماء من بين أصابع إنسان حتى روى العسكر كله. فصح ضرورة ان الله تعالى شهد لهم بما اظهر على أيديهم بصحة ما أتوا به عنه وانه تعالى صدقهم فيما قالوه
(٧)