والإمامية الاثني عشرية يبرأون من المقالات التي جاءت على لسان بعض الفرق، ويعدونها كفرا وضلالا. وهم كما يقول الشيخ كاشف الغطاء أحد الفقهاء الإمامية المعاصرين: " ليس دينهم إلا التوحيد المحض وتنزيه الخالق عن كل مشابهة للمخلوق أو ملابسة لهم في صفة النقص والإمكان والتغير والحدوث وما ينافي وجوب الوجود والقدم والأزلية إلى غير ذلك من التنزيه والتقديس، وبطلان التناسخ والاتحاد والحلول والتجسيم " (99)...
يقول الدكتور مصطفى الشكعة: " وتسمى هذه الفرقة بالجعفرية حينا والاثنا عشرية حينا آخر والإمامية حينا ثالثا. ولعلها من غير شك أبعد الفرق الإمامية عموما عن الاتصاف بالغلو وأقربهم إلى التعقل في أمور دينها، ومن أقرب فرق الشيعة عامة إلى جمهور أهل السنة. وإذا كانت سميت بالجعفرية من باب تسمية العام باسم الخاص، كما مر بنا قبل قليل، فإنها سميت بذلك لأمر أهم وهي أنها تستمد أمور دينها من الإمام جعفر الصادق. فلقد كان إماما لجميع المسلمين بالمعنى العام كأبي حنيفة والشافعي والأوزاعي ومالك وابن حنبل، وكان من ذوي الرأي الصائب والفتوى الصالحة في أمور الدين.
فضلا إنه كان إماما لدى الإمامية، له ما لبقية أئمتهم من الولاية والوصاية...
ويضيف الدكتور الشكعة قائلا: " وهم جمهور الشيعة الذين يعيشون بيننا هذه الأيام وتربطهم بنا نحن أهل السنة روابط التسامح والسعي إلى تقريب المذاهب. لأن جوهر الدين واحد ولبه أصيل لا يسمح بالتباعد.
والشيعة يمثلون كل سكان إيران تقريبا ونصف سكان العراق وعشرات الآلاف من سكان لبنان وبضعة ملايين في الهند " (100)...