والمأكل وطريقة التفكير والحياة.
أما الشيعة فإن فئات عريضة من المجتمع الإسلامي قد تأثرت بالدعوة السلفية التكفيرية المضللة تجاههم، ولا يمكن تغيير الصورة المشوهة للشيعة في أذهان الجماهير المسلمة السنية، إلا بجهد جهيد قد يتطلب سنوات بل ربما عقودا من الزمن.
يقول الشيخ الغزالي في كتابه " دفاع عن العقيدة والشريعة " جاءني رجل من العوام مغضبا يتسائل: كيف أصدر شيخ الأزهر فتواه بأن الشيعة مذهب إسلامي كسائر المذاهب المعروفة؟ فقلت للرجل: ماذا تعرف عن الشيعة؟ فسكت قليلا ثم أجاب: ناس على غير ديننا.. فقلت له: لكنني رأيتهم يصلون ويصومون كما نصلي ونصوم.. فعجب الرجل وقال: كيف هذا؟ قلت له: والأغرب أنهم يقرأون القرآن مثلنا، ويعظمون الرسول ويحجون إلى البيت الحرام ".
وفي موقع آخر قال: سمعت واحدا يقول في مجلس علم: إن للشيعة قرآنا آخر يزيد وينقص عن قرآننا المعروف. فقلت له: أين هذا القرآن؟ إن العالم الإسلامي الذي امتدت رقعته في ثلاث قارات ظل من بعثة محمد (ص) إلى يومنا هذا بعد أن سلخ من عمر الزمن أربعة عشر قرنا لا يعرف إلا مصحفا واحدا مضبوط البداية والنهاية، محدود السور والآيات والألفاظ، فأين هذا القرآن الآخر؟.
ولماذا لم يطلع الإنس والجن على نسخة منه خلال الدهر الطويل؟ لماذا يساق هذا الافتراء؟ ولحساب من تفتعل هذه الإشاعات وتلقى بين الأغرار ليسوء ظنهم بإخوانهم وقد يسوء ظنهم بكتابهم. إن المصحف واحد يطبع في القاهرة فيقدسه الشيعة في النجف أو في طهران ويتداولون نسخة بين أيديهم وفي بيوتهم دون أن يخطر ببالهم شئ بتة إلا توقير الكتاب ومنزله جل شأنه ومبلغه (ص)، فلم الكذب على الناس وعلى الوحي؟ (134).