ولعمر بن الخطاب اجتهادات خاطئة خالف فيها النصوص القرآنية والنبوية، كإلغائه سهم المؤلفة قلوبهم، وإجازته الطلاق الثلاث بلفظ واحد مما دفع بابن تيمية زعيم السلفية إلى رفض هذه الفتوى واعتبار الطلاق الثلاث بلفظ واحد لا يقع إلا طلقة واحدة، وهو مذهب الشيعة الإمامية. وحرم عمر متعتي الحج والنساء، وقد عمل بهما الصحابة على عهد الرسول وخلافة أبي بكر وشطرا من خلافة عمر إلى أن قام قائلا: إنهما متعتان على عهد رسول الله وأنا أنهي عنهما وأعاقب عليهما، إحداهما متعة النساء، ولا أقدر على رجل تزوج امرأة إلى أجل إلا غيبته بالحجارة، والأخرى متعة الحج (116). مع أن القرآن صريح في حليتها. فإذا رفض الشيعة اجتهاد عمر بن الخطاب وتمسكوا بالنصوص، قيل لهم أنتم تسبون الصحابة. وقد خالف الخليفة الثالث عثمان بن عفان الكثير من أحكام الإسلام مما أدى إلى مقتله، وقد كانت أم المؤمنين عائشة تنادي وتقول " اقتلوا نعثلا فقد كفر ".
يقول الدكتور إمام عبد الفتاح: " كان عثمان لا يريد أن يلزم نفسه بسياسة خاصة يطمئن إليها المسلمون، وغيرهم من أهالي الدول الإسلامية في عهده.
وكان هذا أول خروج عن المثال! وفي خلافته عين عثمان أقرباءه منهم عمه الحكم بن العاص - وهو الذي طرده الرسول من المدينة - ومنهم الوليد بن عقبة أخو عثمان لأمه الذي عينه واليا على الكوفة، وكان يشرب حتى الفجر، فيصلي بالناس أربعا! وقد روينا قصته من قبل، وهو ممن أخبر النبي (ص) أنه من أهل النار! وعبد الله بن أبي سرح على مصر، ومعاوية على الشام، وعبد الله بن عامر على البصرة.. الخ، فكان هو الخروج الثاني عن المثال (117).