السلفية بين أهل السنة والإمامية - السيد محمد الكثيري - الصفحة ٤٤٧
وعيا متقدما بعض الشئ في معالجته لقضايا المسلمين العامة (109)، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتحررا بعض الشئ من جزئيات وشكليات لم يستفد منها المسلمون سوى ضياع الطاقات وإهدار الإمكانيات، وتفجير الصراعات والأحقاد الطائفية لا غير.
* * *
(109) إن ما تحدثنا عنه من تطور في الوعي السياسي والاجتماعي لدى هذه الفئة المتنورة من الوهابية (السلفية) قد شمل الكثير من القضايا إلا أن موقفهم الطائفي لم يتغير وخصوصا تجاه المذهب والمجتمع الإمامي الذي يسمونهم (رافضة) مع أن الدولة السعودية نفسها سجلت تغيرا ملحوظا في موقفهم بعد حرب الخليج الثانية. فأحد رجالات هذا التيار الجديد وهو الشيخ فهد سلمان العودة اعتبر في محاضرته (أسباب سقوط الدول) المذهب الشيعي مذهبا باطنيا خبيثا، وقال إن اليهود والنصارى كان لهم دور في نشوء الفرق (الروافض والخوارج) ويقول الدكتور سفر الحوالي في رسالة مطولة له: "... يجب على علمائنا الكرام التنبيه إلى الخطر الرافضي القادم، وبيان فداحة الخطأ الذي تقع فيه الحكومة السعودية عندما تؤيد المعارضة العراقية الرافضية وتسميها (المعارضة الإسلامية)، وتصف آيات الله خلالها بأنهم علماء الإسلام، في حين تهاجم بلا هوادة جبهة السودان وجبهة الجزائر وأمثالها من الحركات الإسلامية التي مهما أخطأت فهي لا تقارن بخطر الرافضة ".
عجيب! إن لهؤلاء السلفية تصورا غريبا تجاه الشيعة الإمامية، لا أحد يعلمه! فأي خطر يمثله هؤلاء الشيعة؟ وعلى من؟ وكيف؟ فالحقيقة الوحيدة التي يعرفها أبناء الصحوة الإسلامية هي أن الشعب الإيراني وشيعة لبنان هم أعداء الغرب وأمريكا، وأنهم وحدهم لا غير يمكنهم أن يهددوا مصالح الغرب الاستعماري والوجود الإسرائيلي في المنطقة العربية، ولا أدل على ذلك من أن كل البنادق أسكتت إلا بندقية الشيعي اللبناني الذي ما زال يصوبها تجاه إسرائيل وعملائها في جنوب لبنان.