الوهابية، وتوالت الردود لتنجم عن كم هائل جدا سيطلع القارئ على بعضه بعد قليل. ليعرف إن قوة الحركة الوهابية إنما كانت تتمثل في السيف وحركة الهجوم والقتل والنهب المنظم الذي كان ينطلق من الدرعية ليجوب أنحاء الجزيرة العربية أطرافها في غفلة من السلطة العثمانية التي يصفها مفتي الشافعية بأنها كانت في تلك السنين في ارتباك كثير وشدة قتال مع النصارى وفي اختلاف في خلع السلاطين وقتلهم (50).
ومع ذلك فقد توالت الأخبار على عاصمة الدولة الإسلامية - الإستانة - تصف هجومات البدو من الوهابية وإشاعتهم الرعب والفساد في الجزيرة وكثرة الخسائر في الأرواح والأموال التي ذهبت ضحية قتلهم وسلبهم. كل ذلك جعل السلطة السياسية في الإستانة تتحين الفرصة لتصفية الحساب مع عصابات البدو. وفعلا سيتم لها ذلك وستجتمع الجيوش الإسلامية من تركيا ومصر والعراق وشمال إفريقيا، وسينطلق الغزو المضاد من مصر لاستئصال هذه الحركة الخارجية، حيث ستصل هذه الجيوش بعد حروب طويلة ومتفرقة إلى الدرعية عاصمة الوهابية وقاعدة انطلاقهم الديني والعسكري، لتخربها وتقتل وتأسر أمراء هذه الدعوة. وبذلك تشتت شملهم وانحصرت دعوتهم إلى حين.
* * *