وقبل قتله قدم بعض ما سرقه الجيش الوهابي من الحجرة النبوية من مصاحف ومجوهرات، لأن الباقي كان قد وزع على البدو. الذين باعوا أسلابهم من هذه المجوهرات وما نهب من ضريح الإمام الحسين في الأسواق الهندية. ولا بد لنا أن نشير بمناسبة ذكر ضريح الإمام حسين أن الأمير الوهابي الذي هجم على الضريح وخربه وسرق محتوياته قد لقي حتفه مباشرة بعد ذلك في الدرعية وهو يؤدي الصلاة، حيث طعنه رجل قيل أنه من أهل كربلاء قتل الوهابيون عائلته أثناء هجومهم (55).
وبذلك يكون قد لقي جزاءه العادل، وقد سجل لنا التاريخ بكثير من العبرة كيف أن قاتلي الإمام الحسين بن علي قد قتلوا بعده شر قتلة ولم يعد البلاء أحدا منهم بل حصدهم غضب المنتقم الجبار سبحانه وتعالى واحدا بعد آخر.
وفيما فعله الوهابية في كربلاء والمدينتين المقدستين مكة والمدينة عبرة لمن اعتبر، فقد حل بهم الجزاء العادل لأن الله سبحانه يمهل ولا يهمل، وقد رجعت الدرعية إلى عهدها الأول بل إلى أسوء منه لأنها دمرت عن آخرها حتى نبت العشب في بيوتها المخربة. هذه المدينة التي كانت توزع فيها أموال المسلمين المسلوبة والمنهوبة، ومنها تنطلق جيوش البغي لتقتل الرجال وتسبي