رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " دعوهن فإنهن خير منكم " (1).
وروى في موضع آخر: فقالت امرأة ممن حضر: ويحكم! عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إليكم.. فقال بعض القوم: اسكتي فإنه لا عقل لك. فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " أنتم لا أحلام لكم " (2).
الثالث: لنا أن نسائل عمر: لماذا لم يكن القرآن كافيا لحل معضلات الأمة حينما اختارك أبو بكر للخلافة؟! ولماذا لم تقل إنه يهجر، مع أنه غشي عليه أثناء كتابة عثمان الوصاية؟! ولماذا لم تكتف بالقرآن حين جعلت الأمر شورى بين ستة من الصحابة؟! ولماذا..؟!
الرابع: روى الخطيب البغدادي وغيره ضمن رواية: أن عمر قال لابن عباس: يا عبد لله عليك دماء البدن إن كتمتنيها.. هل بقي في نفسه [أي أمير المؤمنين (عليه السلام)] شئ من أمر الخلافة؟ قلت: نعم. قال: أيزعم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نص عليه؟ قلت: نعم، وأزيدك سألت أبي عما يدعيه، فقال: صدق.
فقال عمر: لقد كان من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أمره ذرو (3) من قول لا يثبت حجة ولا يقطع عذرا، ولقد كان يربع (4) في أمره وقتا ما، ولقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعت من ذلك إشفاقا وحيطة على الإسلام!! لا ورب هذه البنية لا تجتمع عليه قريش أبدا، ولو وليها لانتقضت عليه العرب من أقطارها فعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أني علمت ما في نفسه فأمسك، وأبي الله إلا إمضاء ما حتم.