ويدلك على ما ذكرنا ادعاؤهم أنهم سمعوا هذه الآية من أبي بكر لأول مرة، إذ نقلوا عن عمر أنه قال: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها [أي تلا قوله تعالى: * (وما محمد إلا رسول...) *] فعقرت حتى ما تقلني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض، وفي رواية: فعثرت وأنا قائم حتى خررت إلى الأرض، وعرفت حين سمعته تلاها أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد مات (1)..!!
ونسبوا إلى ابن عباس أنه قال: والله لكأن الناس لم يسمعوا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم (2).
والحال أن هذه الآية نزلت يوم أحد حين فر عمر مع من فر - بعد أن قالوا:
قتل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (3) - فكان عمر ممن يقول بقتله هناك وينكره هنا!! بل عمر نفسه روى نزول هذه الآية الشريفة يوم أحد حينما رجع بعد فراره إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (4).
ولا يصغى بعد وضوح الحال إلى مقالة الذين يخدعون أنفسهم فيقولون:
عرضت عليه هذه الحالة للدهشة التي غلبته من وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)!!
ويزيدك وضوحا أن المستفاد من روايات أهل السنة أن هذه الحيلة تلقاها عمر من عايشة حين دخل هو والمغيرة عليها، فقال عمر: يا عايشة! ما لنبي الله؟
قلت [أي عايشة]: غشي عليه (5).