الجمل المخشوش (1).. " إلى بيعتهم، مصلتة سيوفها، مقذعة أسنتها.. وهو ساخط القلب، هائج الغضب، شديد الصبر، كاظم الغيظ (2)، فجيئ به تعبا (3)، وفي رواية: يمضي به ركضا (4).. واجتمع الناس ينظرون، وامتلأت شوارع المدينة من الرجال (5)، فما مر بمجلس من المجالس إلا يقال له: انطلق فبايع (6)..
واتبعه سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وبريدة، وهم يقولون: ما أسرع ما خنتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخرجتم الضغائن التي في صدوركم.
وقال بريدة بن الخصيب الأسلمي: يا عمر! أتيت على أخي رسول الله ووصيه وعلى ابنته فتضربها، وأنت الذي تعرفك قريش بما تعرفك به (7)!!
وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يتألم ويتظلم ويستنجد ويستصرخ (8)، وهو يقول: " أما والله لو وقع سيفي في يدي، لعلمتم أنكم لم [لن] تصلوا إلى هذا أبدا، أما والله ما ألوم نفسي في جهادكم ولو كنت أستمسك من أربعين رجلا لفرقت جماعتكم، ولكن لعن الله أقواما بايعوني ثم خذلوني.. " (9).