الحسين رضي الله عنه: كان رأسه بها، فلما أخذتها الفرنج نقله المسلمون إلى المدينة القاهرة سنة تسع وأربعين وخمسمائة وفي رحلة ابن بطوطة إنه سافر إلى عسقلان وبه المشهد الشهير حيث كان رأس الحسين بن علي عليه السلام، قبل أن ينقل إلى القاهرة.
وذكر سبط ابن الجوزي فيما ذكر من الأقوال المتعددة أن الرأس بمسجد الرقة على الفرات، وإنه لما جئ به بين يدي يزيد بن معاوية قال: لأبعثنه إلى آل أبي معيط عن رأس عثمان وكانوا بالرقة، فدفنوه في بعض دورهم ثم دخلت تلك الدار بالمسجد الجامع وهو إلى جانب سوره هناك.
فالأماكن التي ذكرت بهذا الصدد ستة في ست مدن هي: المدينة، وكربلا، والرقة، ودمشق، وعسقلان، والقاهرة، وهي تدخل في بلاد الحجاز والعراق والشام وبيت المقدس والديار المصرية. وتكاد تشتمل على مداخل العالم الاسلامي كله من وراء تلك الأقطار، فإن لم تكن هي الأماكن التي دفن فها رأس الحسين فهي الأماكن التي تحيا بها ذكراه لا مراء..
وللتاريخ اختلافات كثيرة، نسميها بالاختلافات اللفظية أو العرضية، لأن نتيجتها الجوهرية سواء بين جميع الأقوال، ومنها الاختلاف على مدفن رأس الحسين عليه السلام. فأيا كان الموضع الذي دفن به ذلك الرأس الشريف، فهو في كل موضع أهل للتعظيم والتشريف. وإنما أصبح الحسين - بكرامة الشهادة وكرامة البطولة وكرامة الأسرة النبوية - معنى يحضره الرجل في صدره وهو قريب أو بعيد من قبره. وإن هذا المعنى لفي القاهرة، وفي عسقلان، وفي دمشق، وفي الرقة، وفي كربلاء، وفي المدينة، وفي غير تلك الأماكن سواء.
وقاحة ابن زياد ويقل الاختلاف أو يسهل التجاوز عنه كذلك فيما حدث بين فاجعة كربلاء ولقاء يزيد.. فالمتواتر لسير الأمور أنهم حملوا الرؤوس والنساء إلى الكوفة، فأمر ابن زياد