____________________
[1] لقد تكلم ابن تيمية في هذا الموضع وأطنب بما لا حاجة إلى نقله، فإن العلامة طاب ثراه قد اقتدى بالإمام أبي محمد الحسن السبط الأكبر عليه الصلاة والسلام في الاستدلال بأشعار معاوية على موقفه من النبي والإسلام - فيما رواه الزبير بن بكار، في مفاخرة جرت بين الإمام بين رجالات من قريش، في مجلس معاوية - فإنه بعد أن تكلم عمرو بن العاص، والوليد بن عقبة، وعتبة ابن أبي سفيان، والمغيرة بن شعبة، وجعلوا يسبون عليا عليه السلام، قال الإمام أبو محمد:
".. أما بعد، يا معاوية، فما هؤلاء شتموني ولكنك شتمتني... أتذكر يوما جاء أبوك على جمل أحمر وأنت تسوقه وأخوك عتبة يقوده، فرآكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: اللهم العن الراكب والقائد والسائق؟ أتنسى - يا معاوية - الشعر الذي كتبته إلى أبيك لما هم أن يسلم تنهاه عن ذلك:
يا صخر لا تسلمن يوما فتفضحنا...
فوالله لما أخفيت من أمرك أكبر مما أبديت " (1).
هذا، ومن المعلوم أن أبا سفيان لم يهم بالإسلام قبل الفتح، فمعاوية قد كتب إليه بذلك بعد الفتح وهو هارب، ولا يكون تظاهره بالإسلام إلا بعد مدة مديدة من هذا الشعر.
ولا يخفى، أن الزبير بن بكار - الراوي للخبر - من ذرية الزبير بن العوام، وعداده في المنحرفين عن علي أمير المؤمنين عليه السلام.
".. أما بعد، يا معاوية، فما هؤلاء شتموني ولكنك شتمتني... أتذكر يوما جاء أبوك على جمل أحمر وأنت تسوقه وأخوك عتبة يقوده، فرآكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: اللهم العن الراكب والقائد والسائق؟ أتنسى - يا معاوية - الشعر الذي كتبته إلى أبيك لما هم أن يسلم تنهاه عن ذلك:
يا صخر لا تسلمن يوما فتفضحنا...
فوالله لما أخفيت من أمرك أكبر مما أبديت " (1).
هذا، ومن المعلوم أن أبا سفيان لم يهم بالإسلام قبل الفتح، فمعاوية قد كتب إليه بذلك بعد الفتح وهو هارب، ولا يكون تظاهره بالإسلام إلا بعد مدة مديدة من هذا الشعر.
ولا يخفى، أن الزبير بن بكار - الراوي للخبر - من ذرية الزبير بن العوام، وعداده في المنحرفين عن علي أمير المؤمنين عليه السلام.