____________________
رأى " (1)، وقد وجدت الخبر كما شرحه العلامة رحمه الله، في كتاب (تذكرة خواص الأمة) وصاحبه حنفي المذهب ومن المتقدمين عليه، فإنه قال: " قال علماء السير: وإنما أشخصه المتوكل من مدينة رسول الله إلى بغداد، لأن المتوكل كان يبغض عليا وذريته، فبلغه مقام علي بالمدينة وميل الناس إليه، فخاف منه، فدعى يحيى بن هرثمة وقال: إذهب إلى المدينة، وانظر في حاله وأشخصه إلينا.
قال يحيى: فذهبت إلى المدينة، فلما دخلتها ضج أهلها ضجيجا عظيما ما سمع الناس بمثله، خوفا على علي، وقامت الدنيا على ساق، لأنه كان محسنا إليهم ملازما للمسجد، لم يكن عنده ميل إلى الدنيا. قال يحيى: فجعلت أسكنهم وأحلف لهم أني لم أؤمر فيه بمكروه وأنه لا بأس عليه. ثم فتشت منزله فلم أجد فيه إلا مصاحف وأدعية وكتب العلم، فعظم في عيني وتوليت خدمته بنفسي وأحسنت عشرته.
فلما قدمت به بغداد بدأت بإسحاق بن إبراهيم الطاهري - وكان واليا على بغداد - فقال لي: يا يحيى إن هذا الرجل قد ولده رسول الله، والمتوكل من تعلم، فإن حرضته عليه قتله، وكان رسول الله خصمك يوم القيامة، فقلت له: والله ما وقفت منه إلا على كل أمر جميل.
ثم صرت به إلى سر من رأى فبدأت بوصيف التركي، فأخبرته بوصوله، فقال: والله لئن سقط منه شعرة لا يطالب بها سواك. فعجبت كيف وافق قوله قول إسحاق.
فلما دخلت على المتوكل سألني عنه، فأخبرته بحسن سيرته وسلامة طريقته وورعه وزهادته، وأني فتشت داره فلم أجد فيها غير المصاحف وكتب
قال يحيى: فذهبت إلى المدينة، فلما دخلتها ضج أهلها ضجيجا عظيما ما سمع الناس بمثله، خوفا على علي، وقامت الدنيا على ساق، لأنه كان محسنا إليهم ملازما للمسجد، لم يكن عنده ميل إلى الدنيا. قال يحيى: فجعلت أسكنهم وأحلف لهم أني لم أؤمر فيه بمكروه وأنه لا بأس عليه. ثم فتشت منزله فلم أجد فيه إلا مصاحف وأدعية وكتب العلم، فعظم في عيني وتوليت خدمته بنفسي وأحسنت عشرته.
فلما قدمت به بغداد بدأت بإسحاق بن إبراهيم الطاهري - وكان واليا على بغداد - فقال لي: يا يحيى إن هذا الرجل قد ولده رسول الله، والمتوكل من تعلم، فإن حرضته عليه قتله، وكان رسول الله خصمك يوم القيامة، فقلت له: والله ما وقفت منه إلا على كل أمر جميل.
ثم صرت به إلى سر من رأى فبدأت بوصيف التركي، فأخبرته بوصوله، فقال: والله لئن سقط منه شعرة لا يطالب بها سواك. فعجبت كيف وافق قوله قول إسحاق.
فلما دخلت على المتوكل سألني عنه، فأخبرته بحسن سيرته وسلامة طريقته وورعه وزهادته، وأني فتشت داره فلم أجد فيها غير المصاحف وكتب