حتى إذا أكمل دراسة الكتب الأولية المقررة للدراسة الحوزوية وهي ما تسمى ب «السطوح» انتقل إلى أصبهان عام 1248 ه - لأنها كانت مركزا مشهورا لدراسة علوم الشريعة - حينذاك - لما تضم من أعلام الفقه ومدرسي الأصول، وقد وصفتها المصادر - حينذاك - ب «دار العلم» ()، وكان عمر السيد لم يصل الثامنة عشرة ().
فقرأ - هناك - على الشيخ محمد تقي، مؤلف حاشية «المعالم»، ثم حضر على مير السيد حسن البيد آبادي الشهير بالمدرس حتى حصلت له الإجازة منه قبل بلوغه العشرين من العمر (). كما حضر درس الشيخ محمد إبراهيم الكلباسي فترة من الزمن.
2 - الهجرة إلى الجامعة النجفية:
أغلب طلاب العلوم الدينية الشيعة في الأقطار الإسلامية يضعون نصب أعينهم، وهم يشتغلون في الخط العلمي الحوزوي أن يقضوا جزءا من شوطهم العلمي في الجامعة النجفية، يستفيدوا من أساتذتها، وينتهلوا من معرفة أعلامها، ويتبركوا بزيارة مرقد الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام.
هذه الجامعة الدينية، والتي اعتبرت المركز العلمي الأول للدراسات الإسلامية الشيعية من مدة تزيد على عشرة قرون، من اليوم الذي هبط فيها شيخ الطائفة، أبو جعفر الطوسي - رحمه الله... وليس من الصدفة، أو من باب الاتفاق أن يختارها شيخ الطائفة مركزا علميا، وإنما اختارها ليستمد علماؤها من روحانية الإمام الصافية - حياة روحية تلتقي فيها خطوط حياته، ويكمن فيها سر عظمته، وليعود العلم إلى منبعه ومصدره، فتلتقي فيها النهاية بالبداية، تلاحقها في صفائها،