معاوية، ويوجه المسلمين إلى المعركة الفاصلة معه، وقد واصل عليه السلام العمل لهذا الهدف في عاصمة الخلافة، وكتب إلى عماله في مناطق الدولة الإسلامية.
ثم تحرك عليه السلام قبل حرب النهروان، إلى معسكر الكوفة بالنخيلة، وأمر الناس بالتحرك معه إلى حرب معاوية، فاستجاب له قليل منهم، وأرسل إلى البصرة وراسل الخوارج أن يوافوه إلى النخيلة للتوجه إلى صفين، فوافاه الأحنف بن قيس في بضعة ألوف من البصرة.
وعندما كان عليه السلام معسكرا في النخيلة، توالت عليه أخبار الخوارج، وطلب منه المسلمون أن يتوجه إلى حربهم قبل معاوية، فلم يقبل حتى وجب عليه، بل كان يؤكد في خطبه ورسائله على أن العدو الأساس لهم: بنو أمية.
ففي تاريخ الطبري: 4 / 57: (فاتقوا الله وقاتلوا من حاد الله وحاول أن يطفئ نور الله. قاتلوا الخاطئين الضالين القاسطين المجرمين، الذين ليسوا بقراء للقرآن ولا فقهاء في الدين، ولا علماء في التأويل، ولا لهذا الأمر بأهل في سابقة الإسلام. والله لو ولوا عليكم لعملوا فيكم بأعمال كسرى وهرقل! تيسروا وتهيؤا للمسير إلى عدوكم من أهل المغرب، وقد بعثنا إلى إخوانكم من أهل البصرة ليقدموا عليكم، فإذا قدموا فاجتمعتم شخصنا إن شاء الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله). انتهى.
ثم زادت شكايات المسلمين من إفساد الخوارج، واستحلالهم قتل كل من خالفهم حتى النساء والأطفال، فطلبوا منه أن يتوجهوا إلى حربهم قبل معاوية حتى لا يعيثوا فسادا في البلاد في غياب حماتها، فأرسل إليهم رسولا فقتلوه! عند ذلك توجه إليهم!
وبعد انتصاره على الخوارج حث المسلمين على مواصلة سيرهم من هناك إلى صفين، فتعللوا بأنهم يحتاجون إلى فترة استراحة! فرجع إلى معسكر النخيلة، وأمرهم أن يقلوا المكث عند عوائلهم في الكوفة، ويعودوا إلى المعسكر: