ونورد فيما يلي بعض احتجاجه عليه السلام من نهج البلاغة: 2 / 7: (فإن أبيتم إلا أن تزعموا أني أخطأت وضللت! فلم تضللون عامة أمة محمد صلى الله عليه وآله بضلالي وتأخذونهم بخطئي وتكفرونهم بذنوبي؟! سيوفكم على عواتقكم تضعونها مواضع البرء والسقم، وتخلطون من أذنب بمن لم يذنب! وقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وآله رجم الزاني المحصن ثم صلى عليه ثم ورثه أهله، وقتل القاتل وورث ميراثه أهله، وقطع السارق وجلد الزاني غير المحصن، ثم قسم عليهما من الفئ ونكحا المسلمات، فأخذهم رسول الله صلى الله عليه وآله بذنوبهم وأقام حق الله فيهم، ولم يمنعهم سهمهم من الإسلام ولم يخرج أسماءهم من بين أهله....
وإنما حكم الحكمان ليحييا ما أحيا القرآن ويميتا ما أمات القرآن، وإحياؤه الاجتماع عليه، وإماتته الافتراق عنه، فإن جرنا القرآن إليهم اتبعناهم، وإن جرهم إلينا اتبعونا! فلم آت لا أبا لكم بجرا، ولا ختلتكم عن أمركم ولا لبسته عليكم، إنما اجتمع رأي ملئكم على اختيار رجلين أخذنا عليهما أن لا يتعديا القرآن فتاها عنه، وتركا الحق وهما يبصرانه، وكان الجور هواهما فمضيا عليه! وقد سبق استثناؤنا عليهما في الحكومة بالعدل، والصمد للحق).
وقد تقدمت خطبته له عليه السلام بعد التحكيم من نهج البلاغة: 1 / 84 التي قال فيها: (أما بعد فإن معصية الناصح الشفيق العالم المجرب تورث الحسرة، وتعقب الندامة. وقد كنت أمرتكم في هذه الحكومة أمري، ونخلت لكم مخزون رأيي، لو كان يطاع لقصير أمر، فأبيتم علي إباء المخالفين الجفاة والمنابذين العصاة! حتى ارتاب الناصح بنصحه، وضن الزند بقدحه، فكنت وإياكم كما قال أخو هوازن:
أمرتكم أمري بمنعرج اللوى * فلم تستبينوا النصح إلا ضحى الغد)!!
وفي نهج البلاغة: 1 / 235: (ومن كلام له عليه السلام قاله للخوارج وقد خرج إلى معسكرهم وهم مقيمون على إنكار الحكومة، فقال عليه السلام: أكلكم شهد معنا صفين؟ فقالوا: منا من شهد ومنا من لم يشهد. قال: فامتازوا فرقتين، فليكن من شهد صفين فرقة، ومن لم