فارتد عمرو على عقبيه منكسرا * كالهر يرقب ختلا عازم الفار ما زال يرميه عمار بحجته * حتى أقر له من غير إكثار قال الحصين لما أبصرت حجته * غراء مثل بياض الصبح للساري ما بعد هذين من عيب لمنتظر * فاختر فدى لك بين العار والنار قلت الحياة فراق القوم معترفا * بالذنب حقا وليس العار كالنار] قال: وأقبل نفر من أصحاب معاوية إلى عمرو بن العاص، فقال له بعضهم: أبا عبد الله، ألست الذي رويت لنا أن النبي صلى الله عليه وآله قال: يدور الحق مع عمار حيث ما دار؟ فقال عمرو: بلى قد رويت ذلك ولكنه يصير إلينا ويكون معنا. فقال له ذو الكلاع: هذا والله محال من الكلام! والله لقد أفحمك عمار حيث بقيت وأنت لا تقدر على إجابته! قال عمرو: صدقت وربما كان كلام ليس له جواب.....
قال: فأنشأ رجل من بني قيس يقول في ذلك:
والراقصات بركب عامدين له * إن الذي كان في عمرو لمأثور قد كنت أسمع والأنباء شائعة * هذا الحديث فقلت الكذب والزور حتى تلقيته عن أهل محنته * فاليوم أرجع والمغرور مغرور واليوم أبرأ من عمرو وشيعته * ومن معاوية المحذو به العير لا لا أقاتل عمارا على طمع * بعد الرواية حتى ينفخ الصور تركت عمروا وأشياعا له نكرا * إني بتركهم يا صاح معذور يا ذا الكلاع فدع لي معشرا كفروا * أو لا فديتك دين فيه تعزير ما في مقال رسول الله في رجل * شك ولا في مقال الرسل تحيير قال: ثم هرب صاحب هذا الشعر حتى لحق بعلي بن أبي طالب فصار معه.
قال: فدعا معاوية عمرو بن العاص، فقال: يا هذا إنك أفسدت أهل الشام علي، أكل ما سمعت من رسول الله تقوله وترويه؟! ما أكثر ما سمعنا منه فلم نروه!