طلحة والزبير وعائشة بنت أبي بكر حين منعها أرزاقها، فقالت فيه ما قالت وحرضت على قتله، فلما قتل خرجت فطلبت بدمه بغير حق ولا حكم من الله تعالى في يدها؟! ثم إن صاحبك هذا معاوية قد طلب إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أن يترك له ما في يده، فأبى علي ذلك، فانظر في هذا، ثم سلط الحق على نفسك فاحكم لك وعليك.
قال: فقال عمرو: صدقت أبا اليقظان، قد كان ذلك كما ذكرت في أمر عائشة وطلحة والزبير. وأما معاوية فله أن يطلب بدم عثمان، لأنه رجل من بني أمية وعثمان من بني أمية وليس لهذا جئت إذا رسل هذا الأمر الذي قد شجر بيننا وبينكم، لأني رأيتك أطوع هذا العسكر، فأذكرك الله إلا كففت سلاحهم وحقنت دماءهم وحرضت على ذلك، ويحك أبا اليقظان على ماذا تقاتلنا! ألسنا نعبد الله واحدا؟ ألسنا نصلي إلى قبلتكم وندعو بدعوتكم ونقرأ كتابكم ونؤمن بنبيكم؟!
فقال عمار: الحمد لله الذي أخرجها من فيك! القبلة والله لي ولأصحابي، ولنا الدين والقرآن وعبادة الرحمن، ولنا النبي والكتاب من دونك ودون أصحابك، وإن الله تبارك وتعالى، قد جعلك ضالا مضلا، وأنت لا تعلم أهاد أنت أم ضال، ولقد أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن أقاتل الناكثين فقد فعلت، وأمرني أن أقاتل القاسطين فأنتم هم، وأما المارقون فلا أدري أدركهم أم لا.
أيها الأبتر! ألست تعلم أن النبي صلى الله عليه وآله قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله؟ فأنا مولى لله ولرسوله وعلي مولاي من بعده، وأنت فلا مولى لك. فقال عمرو بن العاص: ويحك أبا اليقظان! لم تشتمني ولست أشتمك؟ فقال عمرو: فما ترى في قتل عثمان؟