فقال عمرو: يا هذا والله لقد رويت هذا الحديث وأنا لا أظن أن صفين تكون، ولست أعلم الغيب! ولقد رويت أنت أيضا في عمار مثل الذي رويت أنا)! انتهى.
* * وفي كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر ص 120 عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار عن أبيه عن جده عمار رحمه الله قال: (كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض غزواته وقتل علي عليه السلام أصحاب الألوية وفرق جمعهم، وقتل عمروا بن عبد الله الجمجمي، وقتل شيبة بن نافع، أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت له: يا رسول الله، صلى الله عليك إن عليا قد جاهد في الله حق جهاده. فقال: لأنه مني وأنا منه، وهو وارث علمي وقاضي ديني ومنجز وعدي والخليفة بعدي، ولولاه لم يعرف المؤمن المحض. حربه حربي وحربي حرب الله، وسلمه سلمي وسلمي سلم الله، ألا إنه أبو سبطي والأئمة من صلبه يخرج الله تعالى منه الأئمة الراشدين، ومنهم مهدي هذه الأمة. فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما هذا المهدي؟ قال: يا عمار إن الله تبارك وتعالى عهد إلي أنه يخرج من صلب الحسين تسعة والتاسع من ولده يغيب عنهم، وذلك قوله عز وجل: قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين، يكون له غيبة طويلة يرجع عنها قوم ويثبت عليها آخرون، فإذا كان في آخر الزمان يخرج فيملأ الدنيا قسطا وعدلا، ويقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل، وهو سميي، وأشبه الناس بي.
يا عمار ستكون بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فاتبع عليا وحزبه، فإنه مع الحق والحق معه. يا عمار إنك ستقاتل بعدي مع علي صنفين: الناكثين والقاسطين، ثم تقتلك الفئة الباغية. قلت: يا رسول الله أليس ذلك على رضا الله ورضاك؟ قال: نعم على رضا الله ورضاي، ويكون آخر زادك من الدنيا شربة من لبن تشربه.
فلما كان يوم صفين خرج عمار بن ياسر إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: يا أخا رسول الله، أتأذن لي في القتال؟ قال: مهلا رحمك الله، فلما كان بعد ساعة أعاد