شئت قال شمعون: وهذا نصه: بسم الله الرحمن الرحيم الذي قضى فيما قضى وصدر فيما كتب أنه باعث في الأميين رسولا يتلو عليهم آياته ويدلهم على سبيل الجنة لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق، لا يجزي بالسيئة سيئة، ولكن يعفو ويصفح. أمته الحامدون يحمدون الله على كل حال، تذل ألسنتهم بالتهليل والتكبير، تنصر نبيهم على كل من ناواه، فإذا توفي ذلك النبي اختلفت أمته، ثم اجتمعت، ثم اختلفت، فيمر رجل من أمته يجر الجيش بشاطئ هذا الوادي وهو أولى الناس بذلك النبي الأمي في الدين والقرابة، يقضي بالحق ولا يرتشي في الحكم، يخاف الله في السر وينصحه في العلانية، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم الدنيا، أهون عليه من رماد عصفت به الريح والموت، أهون عليه في جنب الله من شربة الماء العذب على الظمآن. فمن أدرك ذلك النبي فليؤمن به، ومن أدرك ذلك العبد الصالح فليتبعه، فإن القتل معه شهادة.
ثم قال: فلما سمعت بالنبي آمنت به ولم أره، ولما مررت بي أنت الآن يا أمير المؤمنين نزلت إليك وأنت صاحبي ولست أفارقك حتى يصيبني ما أصابك! قال: فبكى علي عليه السلام طويلا وبكى أصحابه لبكائه ثم قال: الحمد لله الذي لم يجعلني عنده نسيا منسيا، الحمد لله الذي ذكرني في كتاب الأبرار.
قال حبة العرني: كان شمعون رفيقي وكان علي إذا تعشى أو تغدى أرسل إليه فلما كان يوم الهرير أصبح الناس يطلبون قتلاهم، قال علي: أطلبوا لي شمعون. فطلبوه فوجدوه مقتولا بين القتلى، فصلى عليه ودفنه، ثم التفت إلينا فقال: هذا منا أهل البيت). (راجع أيضا: شرح الأخبار: 2 / 369 والهداية للحضيني ص 148) * *