باثنتين، فظن الناس بأنه أخطأه فلما تحرك الفرس سقط الرجل قطعتين، وعاد فرسه وصار إلى عسكر علي عليه السلام! فتقدم الآخر فضربه علي فألحقه بصاحبه، ثم جال عليه السلام جولة ثم رجع إلى موضعه!
وعلم معاوية أنه علي فقال: قبح الله اللجاج إنه لقعود ما ركبته إلا خذلت. فقال له عمرو بن العاص: المخذول والله اللخميان لا أنت. فقال له معاوية: أسكت أيها الإنسان ليس هذه الساعة من ساعاتك. قال عمرو: فإن لم تكن من ساعاتي فرحم الله اللخميان، ولا أظنه يفعل). انتهى. (راجع تفصله في ابن الأعثم: 3 / 140) * * وفي وقعة صفين لابن مزاحم ص 315: (عن صعصعة بن صوحان أن علي بن أبي طالب صاف أهل الشام حتى برز رجل من حمير من آل ذي يزن، اسمه كريب بن الصباح، ليس في أهل الشام يومئذ رجل أشهر شدة بالبأس منه، ثم نادى: من يبارز؟ فبرز إليه المرتفع بن الوضاح الزبيدي، فقتل المرتفع. ثم نادى: من يبارز؟ فبرز إليه الحارث بن الجلاح فقتله؟ ثم نادى: من يبارز؟ فبرز إليه عائذ بن مسروق الهمداني فقتل عائذا، ثم رمى بأجسادهم بعضها فوق بعض، ثم قام عليها بغيا واعتداء ثم نادى: هل بقي من مبارز؟! فبرز إليه علي عليه السلام ثم ناداه: ويحك يا كريب، إني أحذرك الله وبأسه ونقمته وأدعوك إلى سنة الله وسنة رسوله، ويحك لا يدخلنك ابن آكلة الأكباد النار! فكان جوابه أن قال: ما أكثر ما قد سمعنا هذه المقالة منك فلا حاجة لنا فيها، أقدم إذا شئت. من يشتري سيفي وهذا أثره؟ فقال عليه عليه السلام: لا حول ولا قوة إلا بالله. ثم مشى إليه فلم يمهله أن ضربه ضربة خر منها قتيلا يتشحط في دمه. ثم نادى عليه السلام: من يبارز؟ فبرز إليه الحارث بن وداعة الحميري فقتل الحارث. ثم نادى: من يبارز؟ فبرز إليه المطاع بن المطلب القيني فقتل مطاعا، ثم نادى: من يبارز؟ فلم يبرز إليه أحد!