وقد جرت أحداث عديدة يوم الجمعة صبيحة ليلة الهرير، وفي الأيام الخمسة التي تلتها، غلب فيها الذين أرادوا إيقاف الحرب بزعامة الأشعث وزعماء الخوارج فيما بعد، وهددوا الأشتر وأمير المؤمنين عليه السلام بالقتال إن لم يقبلوا!
وتم توقيع كتاب الهدنة بعد خمسة أيام، في يوم الأربعاء لثلاث عشرة (بقيت) من صفر سنة سبع وثلاثين، كما روى ابن مزاحم ص 511: (وكتب عميرة يوم الأربعاء لثلاث عشرة بقيت من صفر سنة سبع وثلاثين)، وكذا في الأخبار الطوال ص 154، وشرح الأخبار: 2 / 138، فتكون كلمة: (خلت) في رواية بعضهم وقعت اشتباها بدل: بقيت، ولعل هذا السبب في تردد الطبري في تاريخه: 4 / 40 قال: (فكتب كتاب القضية بين علي ومعاوية فيما قيل يوم الأربعاء لثلاث عشرة يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلت من صفر، سنة سبع وثلاثين من الهجرة، على أن يوافي علي موضع الحكمين بدومة الجندل في شهر رمضان، ومعاوية ومع كل واحد منهما أربعمأة من أصحابه وأتباعه). انتهى.
ومهما فرضنا يوم كتابة وثيقة الصلح فقد انتهى القتال يوم الهرير، وكانت بعده المفاوضات، وكتابة الوثيقة وإعلان انتهاء الحرب.
* *