في نهج السعادة: 2 / 149: (فوافى صفين قبل مجئ علي عليه السلام فعسكر في موضع سهل على شريعة، لم يكن على الفرات في ذلك الموضع أسهل منها للورود على الماء، وما عداها أخراق عالية ومواضع إلى الماء وعرة، ووكل أبا الأعور السلمي بالشريعة مع أربعين ألفا... وأخذوا الشريعة فهي في أيديهم، وقد صف أبو الأعور عليها الخيل والرجالة وقدم المرامية ومعهم أصحاب الرماح والدرق، وعلى رؤوسهم البيض، وقد أجمعوا أن يمنعونا الماء، ففزعنا إلى أمير المؤمنين فأخبرناه بذلك فدعا صعصعة بن صوحان فقال: إئت معاوية فقل إنا سرنا مسيرنا هذا، وأنا أكره قتالكم قبل الأعذار إليكم، وإنك قد قدمت بخيلك فقاتلتنا قبل أن نقاتلك وبدأتنا بالقتال، ونحن من رأينا الكف حتى ندعوك ونحتج عليك، وهذه أخرى قد فعلتموها حتى حلتم بين الناس وبين الماء، فخل بينهم وبينه حتى ننظر فيما بيننا وبينكم، وفيما قدمنا له وقدمتم. وإن كان أحب إليك أن ندع ما جئنا له وندع الناس يقتتلون على الماء حتى يكون الغالب هو الشارب، فعلنا. فأجابه معاوية: لا سقاني الله ولا سقى أبا سفيان إن شربتم منه أبدا حتى تقتلوا بأجمعكم عليه!! قال نصر...: فبقي أصحاب علي يوما وليلة بلا ماء.... قال: خطب علي عليه السلام يوم الماء فقال: أما بعد فإن القوم قد بدؤوكم بالظلم، وفاتحوكم بالبغي واستقبلوكم بالعدوان، وقد استطعموكم القتال حيث منعوكم الماء، فأقروا على مذلة وتأخير محلة، أو رووا السيوف من الدماء ترووا من الماء، فالموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين. ألا وإن معاوية قاد لمة من الغواة، وعمس عليهم الخبر، حتى جعلوا نحورهم أغراض المنية). انتهى.
وفي البحار: 32 / 439، عن نسخة نصر بن مزاحم الصحيحة عنده: (قال عبد الله بن عوف: فوالله ما راعنا إلا تسوية الرجال والصفوف والخيل، فأرسل إلى أبي الأعور أمنعهم الماء، فازدلفنا والله إليهم فارتمينا وأطعنا بالرماح واضطربنا