ومخلاة من الحصى، فسلم على أمير المؤمنين عليه السلام وودعه، وبرز مع رجالة ربيعة فقتل من يومه، فصلى عليه أمير المؤمنين عليه السلام ودفنه). انتهى.
وفي المناقب / 249: (وفي رواية: قتل من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام في ذلك اليوم والليلة ألفا رجل وسبعون رجلا، وفيهم أويس القرني زاهد زمانه، وخزيمة بن ثابت الأنصاري ذو الشهادتين، وقتل من أصحاب معاوية في ذلك اليوم سبعة آلاف رجل). انتهى.
وتدل النصوص على أن أويسا رحمه الله ملهم من الله تعالى حيث قال في بيعته لأمير المؤمنين عليه السلام يوم الجمل: (على السمع والطاعة والقتال بين يديك حتى أموت أو يفتح الله عليك) فكان الفتح. بينما قال يوم صفين: (على بذل مهجة نفسي دونك) ولم يذكر الفتح، فاستشهد! وتدل على مقادير الله تعالى لأويس، أن يكون تمام الألف في حرب الجمل، ثم تمام المئة في صفين، مبايعا على الموت في سبيل الله تعالى. (راجع سيرة أويس القرني رحمه الله في أول المجلد الرابع من كتابنا العقائد الإسلامية).
* * وأما عمار رحمه الله فقد أجمعت الأمة على أن النبي صلى الله عليه وآله أخبر أنه ستقتله الفئة الباغية الذين يدعون إلى النار. وتقدم من البخاري: 1 / 122 قوله صلى الله عليه وآله: (ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار). انتهى.
قال السيد الميلاني في نفحات الأزهار: 3 / 50: (وقال في شرح الشفاء في فصل الإخبار بالغيوب: وإن عمارا وهو ابن ياسر تقتله الفئة الباغية. رواه الشيخان، ولفظ مسلم: قال النبي (ص) لعمار: تقتلك الفئة الباغية. وزاد: وقاتله في النار. فقتله أي عمارا، أصحاب معاوية أي بصفين، ودفنه علي رضي الله تعالى عنه في ثيابه وقد نيف على سبعين سنة، فكانوا هم البغاة على علي بدلالة هذا الحديث ونحوه، وقد ورد: إذا اختلف الناس كان ابن سمية مع الحق، وقد كان مع علي