تأخذنا وإياكم السيوف، فقال الأشعث: قد والله أظنها دنت منا ومنكم.
وكان الأشتر قد تعالى بخيله حيث أمره علي فبعث إليه الأشعث: أقحم الخيل فأقحمها حتى وضعت بسنابكها في الفرات وأخذت أهل الشام السيوف فولوا مدبرين.... قال نصر: فروى لنا عمر بن سعد أن عليا قال ذاك اليوم: هذا يوم نصرتم فيه بالحمية). انتهى.
وفي شرح النهج: 1 / 23: (وحمل على عساكر معاوية حملات كثيفة، حتى أزالهم.... وصار أصحاب معاوية في الفلاة لا ماء لهم، فقال له أصحابه وشيعته: أمنعهم الماء يا أمير المؤمنين كما منعوك ولا تسقهم منه قطرة، واقتلهم بسيوف العطش، وخذهم قبضا بالأيدي فلا حاجه لك إلى الحرب، فقال: لا والله لا أكافئهم بمثل فعلهم، أفسحوا لهم عن بعض الشريعة، ففي حد السيف ما يغني عن ذلك. فهذه إن نسبتها إلى الحلم والصفح فناهيك بها جمالا وحسنا، وإن نسبتها إلى الدين والورع فأخلق بمثلها أن تصدر عن مثله عليه السلام).
وكانت أخلاق علي عليه السلام معروفة لأعدائه، فقد روى نصر بن مزاحم ص 185، أن ابن العاص قال: يا معاوية ما ظنك بالقوم إن منعوك الماء اليوم كما منعتهم أمس، أتراك تضاربهم عليه كما ضاربوك عليه؟ قال: دع عنك ما مضى منه ما ظنك بعلي؟ قال: ظني أنه لا يستحل منك ما استحللت منه وأن الذي جاء له غير الماء)!
* *