المبسوط - الشيخ الطوسي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٤
فيأخذه ويقسمه بينهم، وإن كانت الجناية عمدا توجب القصاص فإنه مخير بين أن يقتص وبين أن يعدل عن القصاص إلى الأرش إذا بذل له الجاني وليس للغرماء يجبرونه على الأرش لأن العفو عن القصاص واختيار الأرش يصرف في كسب المال، ولا يجبر المفلس على تكسب المال ولا على جمعه. فإذا ثبت هذا فإن قال: عفوت مطلقا لم يثبت له الأرش، وإن عفى بشرط المال سقط حقه من القصاص ويثبت له الأرش لأنه شرط إذا بذل له الجاني، وإن قال: عفوت على غير المال سقط حقه من القصاص ولم يثبت له الأرش مثل المطلق سواء، ومن قال: إن الواجب أحد الأمرين: إما القصاص و إما الأرش فإذا قال: عفوت عن القصاص أسقط القصاص وأثبت لنفسه المال. فإذا قال:
على غير مال يريد اسقاط ماله ثبت له هذا، وهذا لا يجوز للمفلس فعله فيجبر على أخذ المال وقسمته بين الغرماء، وعلى ما قلناه إذا عفى على مال لم يكن له بعد ذلك إسقاطه المال لأنه تعلق به حق الغرماء.
وإذا مات انسان وعليه ديون مؤجلة حلت عليه بموته، وإن كانت له ديون مؤجلة فإنها لا تحل عليه، وقد روي أنها تحل (1).
إذا أفلس من عليه الدين وكان ما في يده لا يفي بقضاء ديونه فإنه لا يواجر ليكسب ويدفع إلى الغرماء لأنه لا دليل عليه، وقد روي أن أمير المؤمنين، عليه أفضل الصلاة والسلام - قضى فيمن كان حبسه وتبين إفلاسه فقال لغرمائه: إن شئتم آجروه وإن شئتم استعملوه فعلى هذه الرواية يجبر على التكسب والأول أصح.
ولا خلاف أنه [لا] يجب عليه قبول الهبات والوصايا والاحتشاش والاحتطاب والاصطياد والاغتنام والتلصص في دار الحرب وقتل الأبطال وسلبهم ثيابهم وسلاحهم ولا تؤمر المرأة بالتزويج لتأخذ المهر وتقضي الديون، ولا يؤمر الرجل بخلع زوجته فيأخذ عوضه لأنه لا دليل على شئ من ذلك، والأصل براءة الذمة.

(١) انظر الكافي ج ٥ ص ٩٩ باب (أنه إذا مات الرجل حل دينه).
(2) انظر الوسائل باب (حبس المديون وحكم المعسر) الرقم 3 وعبارتها هكذا:
فيقول لهم: اصنعوا به ما شئتم: إن شئتم واجروه، وإن شئتم استعملوه، وكذا عبارة بعض النسخ المخطوطة.
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * كتاب الجهاد وسيرة الامام * فرض الجهاد ومن يجب عليه 2
2 الاعذار التي يسقط معها فرض الجهاد 5
3 حكم معاونة المجاهدين 7
4 أصناف الكفار وكيفية قتالهم 9
5 كيفية عقد الأمان للمشركين 14
6 حكم المبارزة، وحكم الأسارى 19
7 حكم الحربي إذا أسلم في دار الحرب 25
8 هل للامام وخليفته أن يجعل الجعائل لمن دله على مصلحة أم لا؟ 27
9 حكم ما يغنم وما لا يغنم 28
10 ذكر مكة هل فتحت عنوة أو صلحا؟ 33
11 قسمة الغنيمة في دار الحرب وإقامة الحدود فيها 35
12 * كتاب الجزايا وأحكامها * كيفية عقد الجزية والأمان ومقدار الجزية ومن تجب عليه 37
13 ما يشرط على أهل الذمة 43
14 حكم البيع والكنائس، وحكم البلاد والمساجد 45
15 حكم دخول الكفار بلاد المسلمين 49
16 ذكر المهادنة وأحكامها 50
17 تبديل أهل الذمة دينهم 57
18 في نقض العهد 58
19 الإشارة إلى الحكم بين المعاهدين والمهادنين 60
20 * كتاب قسمة الفئ والغنائم * حقيقة الفىء و الغنيمة و من يستحقها 64
21 حكم السلب 66
22 ذكر النفل وأحكامه 68
23 أقسام الغنيمة 69
24 كيفية قسمة الغنيمة 70
25 أقسام الغزاة 74
26 * كتاب البيوع * حقيقة البيع وبيان أقسامه 76
27 بيع الخيار وذكر العقود التي يدخلها الخيار وما لا يدخلها 78
28 ما يصح فيه الربا وما لا يصح 88
29 أحكام العقود 100
30 بيع الثمار 113
31 حكم بيع ما لم يقبض 119
32 بيع المصراة 124
33 الإشارة إلى أن الخراج بالضمان 126
34 حكم المبيع إذا وجد به عيب 129
35 بيع المرابحة وأحكامها 141
36 تفريق الصفقة واختلاف المتبايعين 144
37 بيع الصبرة وأحكامها 152
38 بيع الغرر 155
39 حكم القرض 161
40 تصرف الولي في مال اليتيم 162
41 حكم استدانة العبيد 163
42 حكم ما يصح بيعه وما لا يصح 165
43 * كتاب السلم * معنى السلم والإشارة إلى أحكامه 169
44 الإشارة إلى شرائط السلم 173
45 أحكام الإقالة 186
46 ما لا يجوز فيه السلف 188
47 امتناع ذي الحق من أخذه وما لا يلزم قبوله 190
48 حكم التسعير 195
49 * كتاب الرهن * معنى الرهن لغة وشرعا 196
50 حكم الموت الراهن أو المرتهن 199
51 من يلي أمر الصغير والمجنون 200
52 حكم اختلاف الراهن والمرتهن 203
53 حكم رهن مال المغصوب 204
54 حكم المبيع إذا رهنه في يد البايع 235
55 الإشارة إلى أن منفعة الرهن للراهن 237
56 حكم رهن الثمرة التي تخرج بطنا بعد بطن 242
57 أقسام الشروط المقترنة بعقد الرهن 244
58 * كتاب المفلس * معنى المفلس لغة وشرعا 250
59 حكم إفلاس المكترى بالأجرة 261
60 حكم بيع مال المفلس 269
61 * كتاب الحجر * معني الحجر لغة والإشارة إلى أقسامه 281
62 علائم البلوغ وأسبابه 282
63 حكم الصبى إذا بلغ وصار مبذرا 285
64 * كتاب الصلح * أقسام الصلح 288
65 جواز الصلح على الانكار 289
66 في تزاحم الحقوق. منها اخراج الروشن إلى طريق المسلمين 291
67 حكم الجدار، وكيفية الحكم حين التنازع 295
68 التنازع في حيطان البيت 300
69 * كتاب الحوالة * معنى الحوالة والإشارة إلى أركانها 312
70 شرائط الحوالة 313
71 حكم حوالة الزوج زوجته بالمهر على الغير 314
72 حكم حوالة السيد غريمه على مكاتبه 321
73 * كتاب الضمان * شرائط الضمان 323
74 حقوق التي يصح فيها الضمان 324
75 حكم ضمان العهدة 327
76 ترامى الضمناء 329
77 حكم ضمان العبد 335
78 أحكام الكفالة 339
79 * كتاب الشركة * أقسام الشركة 343
80 أقسام العروض 344
81 حكم الشركة في الزراعة 359
82 * كتاب الوكالة * ما يجوز التوكيل فيه، وما لا يجوز 360
83 أقسام العقود 367
84 حكم التوكيل في الابراء والصلح 369
85 حكم تصرف الوكيل تصرفا لم يأذن له فيه 379
86 جملة من يبيع مال الغير 381
87 حكم توكيل الرجل امرأته في بيع أو شراء أو غيره 393
88 توكيل المولى عبده 395
89 حكم تعليق الوكالة بصفة 399
90 حكم التوكيل في إبراء غرمائه 403