مثال ذلك إن إتمام الصلاة من المسافر يتوقف على قصد الإقامة عشرة أيام في بلد، من دون دخل لبقائه في ذلك البلد بذلك المقدار وجودا وعدما، ولذا لو بقي في بلد بالمقدار المذكور من دون قصد لا يتم، وكذا لو لم يبق بذلك المقدار، ولكن قصد من أول الامر البقاء بذلك
____________________
يتفق في المسافر المفروض في المتن.
ولا يخفى انه على ذلك تكون الإرادة اختيارية مطلقا، أما لو تحققت من العلم بالمنفعة في ذاتها فواضح، لأنها على ذلك تصير كسائر الأمور الاختيارية مسبوقة بالإرادة الناشئة عن العلم بالنفع.
(لا يقال): إن العلم بالنفع في إرادة شئ لا ينفك عن العلم بالنفع في ذلك الشئ، لأنه يكفي في نافعية الشئ نافعية الإرادة المتعلقة به، ولذا لم تكن في الإرادة المتعلقة بغيرها تلك المنفعة.
(لأنه يقال): لا يكفي ذلك في العلم بالنفع في ذات الشئ مع قطع النظر عن الإرادة، حتى تحدث الإرادة عن ذلك العلم، أو يكون هو نفس الإرادة، للزوم الدور. ولو كان ذلك ممكنا لكان حب المبغوض وبغض المحبوب لمصلحة في نفس الحب والبغض ممكنا، وهو كما ترى. واما لو تحققت من العلم بالنفع في المراد، فلأنها وان كانت معلولة لذلك العلم، لكن كون المريد متمكنا من التأمل في أن ذلك النفع هل هو مزاحم بالمفسدة في ذات الإرادة أم لا؟ حتى يمنع عن
ولا يخفى انه على ذلك تكون الإرادة اختيارية مطلقا، أما لو تحققت من العلم بالمنفعة في ذاتها فواضح، لأنها على ذلك تصير كسائر الأمور الاختيارية مسبوقة بالإرادة الناشئة عن العلم بالنفع.
(لا يقال): إن العلم بالنفع في إرادة شئ لا ينفك عن العلم بالنفع في ذلك الشئ، لأنه يكفي في نافعية الشئ نافعية الإرادة المتعلقة به، ولذا لم تكن في الإرادة المتعلقة بغيرها تلك المنفعة.
(لأنه يقال): لا يكفي ذلك في العلم بالنفع في ذات الشئ مع قطع النظر عن الإرادة، حتى تحدث الإرادة عن ذلك العلم، أو يكون هو نفس الإرادة، للزوم الدور. ولو كان ذلك ممكنا لكان حب المبغوض وبغض المحبوب لمصلحة في نفس الحب والبغض ممكنا، وهو كما ترى. واما لو تحققت من العلم بالنفع في المراد، فلأنها وان كانت معلولة لذلك العلم، لكن كون المريد متمكنا من التأمل في أن ذلك النفع هل هو مزاحم بالمفسدة في ذات الإرادة أم لا؟ حتى يمنع عن