وقد يستدل ببعض الآيات من قبيل قوله تعالى: ﴿وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا﴾ (1) وقوله تعالى: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) (2) وقوله تعالى: (واذن في الناس بالحج) (3) على كون هذه الألفاظ حقائق لغوية لا شرعية.
تقريب الاستدلال ان هذه الآيات تدل على وجود معاني هذه الألفاظ في الشرائع السابقة ويثبت وضع هذه الألفاظ لها فيها بضم مقدمة أخرى، وهي ان العرب المتدينين بتلك الأديان لما سمعوا هذه الآيات فلا يخلو اما انهم ما فهموا منها هذه المعاني المعروفة أو فهموها بمعونة القرائن
____________________
الحقيقة الشرعية [33] وكون الاستعمال صحيحا حقيقيا موقوف على كون الوضع عبارة عن مجرد التعهد في النفس، وكون اللفظ كاشفا عنه، لا عبارة عن المنتزع عن مرتبة اظهار التعهد كما ذكره - دام ظله - في حاشية منه.