ثم لا يخفى عليك ان المعنى الأسمى والحرفي مختلفان بحسب كيفية المفهوم [22] بحيث لو استعمل اللفظ الموضوع للمعنى الحرفي في المعنى الأسمى أو بالعكس يكون مجازا أو غلطا، فان مفهوم الابتداء الملحوظ في الذهن استقلالا يغاير الابتداء الملحوظ في الذهن تبعا للغير، والتقييد بالوجود الذهني وان كان ملغى في كليهما، لكن المتعقل في مفاد لفظ الابتداء غيره في مفاد لفظة من.
____________________
[21] كأسماء الإشارة مثلا، فإنها وضعت لمعنى مركب من معنى حرفي انشائي ومعنى اسمي، بحيث يستفاد منه ابتداءا المركب منهما، بخلاف الانشائيات فإنها موضوعة للبسيط المنحل عند التحليل إلى الطبيعة والوجود، مثلا كلمة هذا وضعت لكلي المفرد المذكر المقيد بكونه مشارا إليه بالإشارة الموجودة في الذهن، وهو نحو توجه له إلى الخارج، لكن لا بنحو يكون شخصي وجود الإشارة الخارجية جزءا لمعناها، بل طبيعة الإشارة الموجودة الصادقة على الكثيرين، وسائر الخصوصيات اللازمة لوجودها خارجة عن مدلول لفظة هذا ومستفادة من دوال أخر كما مر مرارا.
[22] ربما يقال: ان المستفاد مما مر عدم الفرق بين المعنى الاسمي والمعنى الحرفي، إلا في أن الأول يوجد في الذهن بالوجود الاستقلالي والثاني بالوجود الآلي، والآلية والاستقلالية من أطوار اللحاظ وخصوصياته، وهو الذي يصح أن يتصف بهما
[22] ربما يقال: ان المستفاد مما مر عدم الفرق بين المعنى الاسمي والمعنى الحرفي، إلا في أن الأول يوجد في الذهن بالوجود الاستقلالي والثاني بالوجود الآلي، والآلية والاستقلالية من أطوار اللحاظ وخصوصياته، وهو الذي يصح أن يتصف بهما