عرفت ان مرجع استحالة استناد عدم أحد الضدين إلى وجود الاخر إلى استحالة مانعية كل منهما من الاخر ونتيجة ذلك عدم توقف وجود أحدهما على عدم الاخر إذ لا موجب للتوقف المزبور الا كون أحد الوجودين مانعا من الاخر المفروض استحالته لوجهين الأول ان مانعية الضد تتوقف على وجود المقتضى للضد الاخر مع سائر شرائطه و قد فرضنا استحالته الثاني (1) ان عدم الضد لو فرض محالا وجود مقتضيه أيضا انما يستند إلى وجود المقتضى الاخر المزاحم لمقتضيه في التأثير المساوى معه في القوة أو الأقوى منه وعليه فلا يستند عدم أحد الضدين إلى وجود الاخر ابدا فيستحيل كون أحد الوجودين مانعا من الاخر فإذا كانت المانعية مبتنية على محالين كانت مستحيلة لا محالة فيكون توقف وجود الشيئ على عدم ضده محالا أيضا ومما يدلك (2) على عدم كون ترك أحد
(٢٥٨)