مفتاح الكرامة - السيد محمد جواد العاملي - ج ١٠ - الصفحة ٢٥٢

____________________
التقية كما ظنه بعض (1) المتأخرين أو أن ذلك كان مختصا بزمن الرسول (صلى الله عليه وآله) كما ظنه الأستاذ (قدس سره) (2) الشريف.
والمخالف إنما هو من لا نعرفه من علمائنا وإنما حكاه عنه المصنف في «التذكرة (3) ونهاية الإحكام (4)» ويكفيك أن الشهيد (5) لم يعرفه حيث قال:
ونقل عن بعض الأصحاب. وما نسبه بعض المتأخرين (6) إلى «المختلف» من المخالفة فغير صحيح ألبتة، وإنما عرف الخلاف من بعض متأخري المتأخرين كصاحب «الذخيرة (7) والمفاتيح (8)» والحر العاملي (9) والمحدث

(١) منهم البحراني في الحدائق الناضرة: في صلاة الجماعة ج ١١ ص ٢٠٧ - ٢٠٩.
(٢) مصابيح الظلام: في صلاة الجماعة ج ٢ ص ٢٩٤ س ١٩ - ٢٢ (مخطوط في مكتبة الگلپايگاني).
(٣) تذكرة الفقهاء: في صلاة الجماعة ج ٤ ص ٣٠٦.
(٤) نهاية الإحكام: في صلاة الجماعة ج ٢ ص ١٥٣.
(٥) ذكرى الشيعة: في صلاة الجماعة ج ٤ ص ٤١٤.
(٦) كما في الحدائق الناضرة: في الجماعة ج ١١ ص ٢٠٤.
(٧) ذخيرة المعاد: في صلاة الجماعة ص ٣٩١ س ٢١ وما بعده و س ٣٢.
(٨) مفاتيح الشرائع: في صلاة الجماعة ج ١ ص ١٦٤.
(٩) اختلف فتوى الحر (رحمه الله) في المقام، فالذي يظهر من الوسائل أنه موافق للمشهور وذلك لأنه عقد بابا في الوسائل وجاء في عنوانه بقوله: باب استحباب تقديم الأقرأ فالأقدم هجرة فالأسن فالأفقه فالأصبح... وهذا يعطي أن الأقرأ إذا وجد مقدم على الأفقه والأسن وغيرهما وذلك لمكان الفاء الظاهر في تأخير مدخوله عن المذكور قبله، ويدل عليه أنه ذكر من الأخبار ما هو صريح في ذلك. وفي مقابله ما يستظهر من كتابه هداية الأمة حيث ذكر من المرجحات المنصوصة للأئمة عند التعارض وهي اثنا عشر: الأول كونه أفضل، والثاني كونه أعلم، والثالث كونه أفقه، والرابع كونه مرضيا عند المأمومين، والخامس كونه أقرأ، والسادس كونه أقدم هجرة، والسابع كونه أسن، والثامن كونه أصبح، والتاسع كونه صاحب المنزل، والعاشر كونه صاحب السلطان، والحادي عشر كونه قرشيا، والثاني عشر كونه ممن يوثق بدينه، انتهى ما في الهداية: ج ٣ ص ٣٨١. فإن حملنا كلامه على إرادة الترتيب المقامي فلا شك أن الأفقه مقدم بنظره على الأقرأ، وإن حملناه على الترتيب الذكري فلا دلالة فيه على تقديمه على الأقرأ بل جاء لمجرد كونه من المرجحات، فكلامه هذا في الهداية ليس مثل كلامه في الوسائل في الصراحة كما لا يخفى. وعليه فما نسب إليه الشارح من تقديم الأفقه على الأقرأ محل نظر بل منع.
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»
الفهرست