" من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء. ورواه أبو داود والترمذي وابن ماجة من حديث سعيد بن أبي أيوب به وقال الترمذي: حسن غريب " حديث آخر " قال عبد الرزاق أنبأنا داود بن قيس عن زيد بن أسلم عن رجل من أهل الشام يقال له عبد الجليل عن عم له عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله تعالى " والكاظمين الغيظ " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه ملاه الله جوفه أمنا وإيمانا " " حديث آخر " قال ابن مردويه: حدثنا أحمد بن محمد بن زياد أنبأنا يحيي ابن أبي طالب أنبأنا علي بن عاصم أخبرني يونس بن عبيد عن الحسن عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما تجرع عبد من جرعة أفضل أجرا من جرعة غيظ كظمها ابتغاء وجه الله ". رواه ابن جرير وكذا رواه ابن ماجة عن بشر بن عمر عن حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد به فقوله تعالى " والكاظمين الغيظ " أي لا يعملون غضبهم في الناس بل يكفون عنهم شرهم ويحتسبون ذلك عند الله عز وجل ثم قال تعالى " والعافين عن الناس " أي مع كف الشر يعفون عمن ظلمهم في أنفسهم فلا يبقى في أنفسهم موجدة على أحد وهذا أكمل الأحوال ولهذا قال " والله يحب المحسنين ". فهذا من مقامات الاحسان وفي الحديث " ثلاث أقسم عليهن ما نقص مال من صدقة وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ومن تواضع لله رفعه الله ". روى الحاكم في مستدركه من حديث موسى بن عقبة عن إسحاق بن يحيي بن أبي طلحة القرشي عن عبادة بن الصامت عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من سره أن يشرف له البنيان وترفع له الدرجات فليعف عمن ظلمه ويعط من حرمه ويصل من قطعه ". ثم قال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقد أورده ابن مردويه من حديث علي وكعب بن عجرة وأبي هريرة وأم سلمة رضي الله عنهم بنحو ذلك وروي من طريق الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا كان يوم القيامة نادى مناد يقول: أين العافون عن الناس هلموا إلى ربكم وخذوا أجوركم وحق على كل امرئ مسلم إذا عفا أن يدخل الجنة " وقوله تعالى " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم " أي إذا صدر منهم ذنب أتبعوه بالتوبة والاستغفار قال الإمام أحمد حدثنا يزيد حدثنا همام بن يحيى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن رجلا أذنب ذنبا فقال:
رب إني أذنبت ذنبا فاغفره لي فقال الله عز وجل: عبدي عمل ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي ثم عمل ذنبا آخر فقال: رب إني عملت ذنبا فاغفره فقال تبارك وتعالى علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي ثم عمل ذنبا آخر فقال: رب إني عملت ذنبا فاغفره لي فقال الله عز وجل: عبدي علم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به أشهدكم أني قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء ". أخرجاه في الصحيحين من حديث إسحق بن أبي طلحة بنحوه " حديث آخر " قال الإمام أحمد حدثنا أبو النضر وأبو عامر قالا حدثنا زهير حدثنا سعد الطائي حدثنا أبو المدله مولى أم المؤمنين سمع أبا هريرة قلنا يا رسول الله: إذا رأيناك رقت قلوبنا وكنا من أهل الآخرة وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا وشممنا النساء والأولاد فقال: " لو أنتم تكونون على كل حال على الحال التي كنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفهم. ولزارتكم في بيوتكم ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم " قلنا يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها؟ قال " لبنة ذهب ولبنة فضة وملاطها المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران من يدخلها ينعم لا ييأس ويخلد لا يموت لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول له الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين ". ورواه الترمذي وابن ماجة من وجه آخر من حديث سعد به. ويتأكد الوضوء وصلاة ركعتين عند التوبة لما رواه الإمام أحمد بن حنبل حدثنا وكيع حدثنا مسعر وسفيان الثوري عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم الفزاري عن علي رضي الله عنه قال:
كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله بما شاء منه. وإذا حدثني عنه غيره استحلفته فإذا حلف لي