العظيمة الشاملة وقوله تعالى " إن الله كان سميعا بصيرا أي سميعا " لأقوالكم بصيرا بأفعالكم. كما قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثنا عبد الله بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ هذه الآية " سميعا بصيرا " يقول بكل شئ بصير وقد قال ابن أبي حاتم حدثنا يحيى القزويني أنبأنا المقري يعني أبا عبد الرحمن عبد الله بن يزيد حدثنا حرملة يعني ابن عمران التجيبي المصري حدثني أبو يونس سمعت أبا هريرة يقرأ هذه الآية " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها " إلى قوله " إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا " ويضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه ويقول: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ويضع أصبعيه وقال أبو زكريا وصفه لنا المقري ووضع أبو زكريا إبهامه اليمنى على عينه اليمنى والتي تليها على الاذن اليمنى وأرانا فقال هكذا وهكذا. رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وابن مردويه في تفسيره من حديث أبي عبد الرحمن المقري بإسناده نحوه وأبو يونس هذا مولى أبي هريرة واسمه سليم بن جبير.
يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا (59) قال البخاري: حدثنا صدقة بن الفضل حدثنا حجاج بن محمد الأعور عن ابن جريج عن يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " قال: نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي إذ بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية وهكذا أخرجه بقية الجماعة إلا ابن ماجة من حديث حجاج بن محمد الأعور به وقال الترمذي حديث حسن غريب ولا نعرفه إلا من حديث ابن جريج وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم رجلا من الأنصار فلما خرجوا وجد عليهم في شئ قال: فقال لهم: أليس قد أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني؟ قالوا بلى. قال: فاجمعوا لي حطبا. ثم دعا بنار فأضرمها فيها ثم قال: عزمت عليكم لتدخلنها قال: فقال لهم شاب منهم إنما فررتم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار فلا تعجلوا حتى تلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوها قال فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه فقال لهم " لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا إنما الطاعة في المعروف " أخرجاه في الصحيحين من حديث الأعمش به. وقال أبو داود: حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله حدثنا نافع عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة " وأخرجاه من حديث يحيى القطان. وعن عبادة بن الصامت قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الامر أهله قال " إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان " أخرجاه.
وفي الحديث الآخر عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة " رواه البخاري وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي أن أسمع وأطيع وإن كان عبدا حبشيا مجدوع الأطراف. رواه مسلم وعن أم الحصين أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع يقول " ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله اسمعوا له وأطيعوا " رواه مسلم وفي لفظ له " عبدا حبشيا مجدوعا " وقال ابن جرير: حدثني علي بن مسلم الطوسي حدثنا ابن أبي فديك حدثني عبد الله بن محمد بن عروة عن هشام بن عروة عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " سيليكم ولاة بعدي فيليكم البر ببره والفاجر بفجوره فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق وصلوا وراءهم فإن أحسنوا فلكم ولهم وإن أساءوا فلكم وعليهم " وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا