سوى يوم بدر وكانوا يكونون عددا ومددا لا يضربون ثم رواه عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس فذكر نحوه. وقال ابن أبي حاتم حدثنا الأحمسي حدثنا وكيع حدثنا هشام بن عروة عن يحيي بن عباد: أن الزبير رضي الله عنه كان عليه يوم بدر عمامة صفراء معتجرا بها فنزلت الملائكة عليهم عمائم صفر رواه ابن مردويه من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير فذكره. وقوله تعالى " وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به " أي وما أنزل الله الملائكة وأعلمكم بإنزالهم إلا بشارة لكم وتطييبا لقلوبكم وتطمينا وإلا فإنما النصر من عند الله الذي لو شاء لانتصر من أعدائه بدونكم ومن غير احتياج إلى قتالكم لهم كما قال تعالى بعد أمره المؤمنين بالقتال " ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم * سيهديهم ويصلح بالهم * ويدخلهم الجنة عرفها لهم " ولهذا قال ههنا " وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم " أي هو ذو العزة التي لا ترام والحكمة في قدره والاحكام. ثم قال تعالى " ليقطع طرفا من الذين كفروا " أي أمركم بالجهاد والجلاء لماله في ذلك من الحكمة في كل تقدير ولهذا ذكر جميع الأقسام الممكنة في الكفار المجاهدين فقال " ليقطع طرفا " أي ليهلك أمة " من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا " أي يرجعوا " خائبين " أي لم يحصلوا على ما أملوا. ثم اعترض بجملة دلت على أن الحكم في الدنيا والآخرة له وحده لا شريك له فقال تعالى " ليس لك من الامر شئ " أي بل الامر كله إلي كما قال تعالى " فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب " وقال ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء " وقال " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " وقال محمد بن إسحاق في قوله " ليس لك من الامر شئ " أي ليس لك من الحكم شئ في عبادي إلا ما أمرتك به فيهم. ثم ذكر بقية الأقسام فقال " أو يتوب عليهم " أي مما هم فيه من الكفر فيهديهم بعد الضلالة " أو يعذبهم " أي في الدنيا والآخرة على كفرهم وذنوبهم ولهذا قال " فإنهم ظالمون " أي يستحقون ذلك. وقال البخاري حدثنا حبان بن موسى أنبأنا عبد الله أنبأنا معمر عن الزهري حدثني سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الثانية من الفجر " اللهم العن فلانا وفلانا " بعد ما يقول " سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد " فأنزل الله تعالى " ليس لك من الامر شئ " الآية. وهكذا رواه النسائي من حديث عبد الله بن المبارك وقال الإمام أحمد حدثنا أبو النضر حدثنا أبو عقيل - قال أحمد: وهو عبد الله بن عقيل صالح الحديث ثقة - حدثنا عمر بن حمزة عن سالم عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " اللهم العن فلانا وفلانا اللهم العن الحارث بن هشام اللهم العن سهيل بن عمرو اللهم العن صفوان بن أمية " فنزلت هذه الآية " ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون " فتيب عليهم كلهم. وقال أحمد:
حدثنا أبو معاوية العلائي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا محمد بن عجلان عن نافع عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو على أربعة قال: فأنزل الله " ليس لك من الامر شئ " إلى آخر الآية قال: وهداهم الله للاسلام قال البخاري: قال محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو على رجال من المشركين يسميهم بأسمائهم حتى أنزل الله تعالى " ليس لك من الامر شئ " الآية.
وقال البخاري أيضا: حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لاحد قنت بعد الركوع وربما قال إذا قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد: اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين. اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف " يجهر بذلك. وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر " اللهم العن فلانا وفلانا " لاحياء من أحياء العرب حتى أنزل الله " ليس لك من الامر شئ " الآية.
وقال البخاري: قال حميد وثابت عن أنس بن مالك: شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال " كيف يفلح قوم شجوا نبيهم؟ "