الدنيا فأقتل في سبيلك عشر مرار لما يرى من فضل الشهادة ويؤتى بالرجل من أهل النار فيقول له يا ابن آدم كيف وجدت منزلك؟ فيقول: يا رب شر منزل فيقول له أتفتدي مني بطلاع الأرض ذهبا؟ فيقول أي رب نعم فيقول:
كذبت قد سألتك أقل من ذلك وأيسر فلم تفعل فيرد إلى النار " ولهذا قال " أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين " أي وما لهم من أحد ينقذهم من عذاب الله ولا يجيرهم من أليم عقابه.
لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شئ فإن الله به عليم (92) روى وكيع في تفسيره عن شريك عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون " لن تنالوا البر " قال الجنة وقال الإمام أحمد : حدثنا روح حدثنا مالك عن أبي إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة سمع أنس بن مالك يقول: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال أنس: فلما نزلت " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " قال أبو طلحة: يا رسول الله إن الله يقول " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " وإن أحب أموالي إلى بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو بها برها وذخرها عند الله تعالى فضعها يا رسول الله حيث أراك الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم " بخ بخ ذاك مال رابح ذاك مال رابح وقد سمعت وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين " فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه أخرجاه. وفي الصحيحين أن عمر قال: يا رسول الله لم أصب مالا قط هو أنفس عندي من سهمي الذي هو بخيبر فما تأمرني به؟ قال " حبس الأصل وسبل الثمرة " وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني حدثنا يزيد بن هارون حدثنا محمد بن عمرو عن أبي عمرو بن حماس عن حمزة بن عبد الله بن عمر قال: قال عبد الله حضرتني هذه الآية " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " فذكرت ما أعطاني الله فلم أجد شيئا أحب إلى من جارية لي رومية فقلت: هي حرة لوجه الله فلو أني أعود في شئ جعلته لله لنكحتها يعني تزوجتها.
كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين (93) فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون (94) قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين (95) قال الإمام أحمد: حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا عبد الحميد حدثنا شهر قال: قال ابن عباس: حضرت عصابة من اليهود نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: حدثنا عن خلال نسألك عنهن لا يعلمهن إلا نبي قال " سلوني عما شئتم ولكن اجعلوا لي ذمة الله وما أخذ يعقوب على بنيه لئن أنا حدثتكم شيئا فعرفتموه لتتابعني على الاسلام " قالوا فذلك لك قالوا: أخبرنا على أربع خلال أخبرنا أي الطعام حرم إسرائيل على نفسه؟ وكيف ماء المرأة وماء الرجل؟ وكيف يكون الذكر منه والأنثى وأخبرنا بهذا النبي الأمي في النوم ومن وليه من الملائكة؟ فأخذ عليهم العهد لئن أخبرهم ليتابعنه فقال " أنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن إسرائيل مرض مرضا شديد وطال سقمه فنذر لله نذرا لئن شفاه الله من سقمه ليحرمن أحب الطعام والشراب إليه وكان أحب الطعام إليه لحم الإبل وأحب الشراب إليه ألبانها " فقالوا: اللهم نعم فقال " اللهم اشهد عليهم " وقال " أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن ماء الرجل أبيض غليظ وماء المرأة أصفر رقيق فأيهما علا كان له الولد والشبه بإذن الله إن علا ماء الرجل ماء المرأة كان ذكرا بإذن الله وإن علا ماء المرأة ماء الرجل كان أنثى بإذن الله " قالوا: نعم قال " اللهم اشهد عليهم " قال " وأنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن هذا النبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه " قالوا: اللهم نعم قال " اللهم اشهد " قال " وإن وليي جبريل ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه " قالوا: