وروى ابن جرير عن مجاهد والضحاك نحوه وعن الحسن البصري أنه قال: هي محكمة لم تنسخ واختار ابن جرير ذلك واحتج على أنه لا يلزم من المحاسبة المعاقبة وأنه تعالى قد يحاسب ويغفر وقد يحاسب ويعاقب بالحديث الذي رواه عند هذه الآية قائلا: حدثنا ابن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن سعيد بن هشام " ح " وحدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن علية حدثنا ابن هشام قالا جميعا في حديثهما عن قتادة عن صفوان بن محرز قال: بينما نحن نطوف بالبيت مع عبد الله بن عمر وهو يطوف إذا عرض له رجل فقال يا ابن عمر ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في النجوى؟ قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول " يدنو المؤمن من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه فيقول له هل تعرف كذا فيقول رب أعرف مرتين حتى إذا بلغ به ما شاء الله أن يبلغ قال فإني قد سترتها عليك في الدنيا وإني أغفرها لك اليوم قال فيعطى صحيفة حسناته أو كتابه بيمينه وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الاشهاد " هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين " وهذا الحديث مخرج في الصحيحين وغيرهما من طرق متعددة عن قتادة به وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبيه قال: سألت عائشة عن هذه الآية " وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله " فقالت: ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنها فقالت: هذه مبايعة الله العبد وما يصيبه من الحمى والنكبة والبضاعة يضعها في يد كمه فيفقدها فيفزع لها ثم يجدها في ضبنته حتى إن المؤمن ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر وكذا رواه الترمذي وابن جرير من طريق حماد بن سلمة به. وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديثه " قلت " وشيخه علي بن زيد بن جدعان ضعيف يغرب في رواياته وهو يروي هذا الحديث عن امرأة أبيه أم محمد أمية بنت عبد الله عن عائشة وليس لها عنها في الكتب سواه.
أمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل أمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير (285) لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين (286) " ذكر الأحاديث الواردة في فضل هاتين الآيتين الكريمتين نفعنا الله بهما " " الحديث الأول " قال البخاري: حدثنا محمد بن كثير أخبرنا شعبة عن سليمان عن إبراهيم عن عبد الرحمن عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال " من قرأ الآيتين - وحدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ بالآيتين - من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " وقد أخرجه بقية الجماعة من طريق سليمان بن مهران الأعمش بإسناده مثله وهو في الصحيحين من طريق الثوري عن منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن عنه به وهو في الصحيحين أيضا عن عبد الرحمن عن علقمة عن ابن مسعود قال عبد الرحمن: ثم لقيت أبا مسعود فحدثني به وهكذا رواه أحمد بن حنبل حدثنا يحيى بن آدم حدثنا شريك عن عاصم عن المسيب بن رافع عن علقمة عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال " من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلته كفتاه.
" الحديث الثاني " قال الإمام أحمد: حدثنا حسين حدثنا شيبان عن منصور عن ربعي عن خرشة بن الحر عن المعرور بن سويد عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطهن