قال ابن جرير هكذا أنشدنا القاسم وهو خطأ إنما هو:
قد نفرت من رفقتي محمد * وعجوة من يثرب كالعنجد فهي على دين أبيها الا تلد * قد جعلت ماء قديد موعد وماء ضجنان لها ضحى الغد ثم قال تعالى " إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه " أي يخوفكم أولياءه ويوهمكم أنهم ذوو بأس وذوو شدة قال الله تعالى " فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين " أي إذا سول لكم وأوهمكم فتوكلوا علي وألجأوا إلي فإني كافيكم وناصركم عليهم كما قال تعالى " أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه " إلى قوله " قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون " وقال تعالى " فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا " وقال تعالى " أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون " وقال " كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز " وقال " ولينصرن الله من ينصره " وقال تعالى " يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم " الآية. وقال تعالى " إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد * يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ".
ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم (176) إن الذين اشتروا الكفر بالايمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم (177) ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين (178) ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبى من رسله من يشاء فأمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم (179) ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير (180) يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم " ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر " وذلك من شدة حرصه على الناس كان يحزنه مبادرة الكفار إلى المخالفة والعناد والشقاق فقال تعالى ولا يحزنك ذلك " إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة " أي حكمته فيهم أنه يريد بمشيئته وقدرته أن لا يجعل لهم نصيبا في الآخرة " ولهم عذاب عظيم "، ثم قال تعالى مخبرا عن ذلك إخبارا مقررا " إن الذين اشتروا الكفر بالايمان " أي استبدلوا هذا بهذا " لن يضروا الله شيئا " أي ولكن يضرون أنفسهم " ولهم عذاب أليم "، ثم قال تعالى " ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين " كقوله " أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون " وكقوله " فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وكقوله " ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون "، ثم قال تعالى " ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب " أي لابد أن يعقد شئ من المحنة يظهر فيه وليه ويفضح به عدوه يعرف به المؤمن الصابر والمنافق الفاجر يعني بذلك يوم أحد الذي امتحن الله به المؤمنين فظهر به إيمانهم وصبرهم وجلدهم وثباتهم وطاعتهم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهتك به ستار المنافقين فظهر مخالفتهم ونكولهم عن الجهاد وخيانتهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال تعالى " ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب " قال مجاهد: ميز بينهم يوم أحد وقال قتادة: ميز بينهم