" طريق أخرى " عن ابن مسعود قال الطبراني: حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور حدثنا عفات بن مسلم حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثني الحارث بن حصين حدثني القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كيف أنتم وربع الجنة لكم ولسائر الناس ثلاثة أرباعها " قالوا الله ورسوله أعلم قال " كيف أنتم وثلثها " قالوا: ذاك أكثر قال " كيف أنتم والشطر لكم " قالوا ذاك أكثر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أهل الجنة عشرون ومائة صف لكم منها ثمانون صفا " قال الطبراني: تفرد به الحارث بن حصين.
" حديث آخر " قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا ضرار بن مرة أبو سنان الشيباني عن محارب بن ديثار عن ابن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " أهل الجنة عشرون ومائة صف: هذه الأمة من ذلك ثمانون صفا " وكذا رواه عن عفان عن عبد العزيز به وأخرجه الترمذي من حديث أبي سنان به وقال: هذا حديث حسن ورواه ابن ماجة من حديث سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه به.
" حديث آخر " روى الطبراني من حديث سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدثنا خالد بن يزيد البجلي حدثنا سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " أهل الجنة عشرون ومائة صف ثمانون منها من أمتي " تفرد به خالد بن يزيد البجلي وقد تكلم فيه ابن عدي.
" حديث آخر " قال الطبراني حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا موسى بن غيلان حدثنا هاشم بن مخلد حدثنا عبد الله بن المبارك عن سفيان عن أبي عمرو عن أبيه عن أبي هريرة قال: لما نزلت " ثلة من الأولين وثلة من الآخرين " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنتم ربع أهل الجنة أنتم ثلث أهل الجنة أنتم نصف أهل الجنة أنتم ثلثا أهل الجنة ".
وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " نحن الآخرون الأولون يوم القيامة نحن أول الناس دخولا الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه الناس لنا فيه تبع غدا لليهود وللنصارى بعد غد ". رواه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا بنحوه ورواه مسلم أيضا من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ونحن أول من يدخل الجنة " وذكر تمام الحديث.
" حديث آخر " روى الدارقطني في الافراد من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الجنة حرمت على الأنبياء كلهم حتى أدخلها وحرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي " ثم قال انفرد به ابن عقيل عن الزهري ولم يرو عنه سواه وتفرد به زهير بن محمد عن ابن عقيل وتفرد به عمرو بن أبي سلمة عن زهير. وقد رواه أبو أحمد بن عدي الحافظ فقال: حدثنا أحمد بن الحسين بن إسحاق حدثنا أبو بكر الأعين محمد بن أبي غياث حدثنا أبو حفص التنيسي حدثنا صدقة الدمشقي عن زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الزهري. ورواه الثعلبي حدثنا أبو عباس المخلدي أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد أنبأنا أحمد بن عيسى التنيسي حدثنا عمرو بن سلمة حدثنا صدقة بن عبد الله عن زهير بن محمد بن عقيل به.
فهذه الأحاديث في معنى قوله تعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " فمن اتصف من هذه الأمة بهذه الصفات دخل معهم في هذا المدح كما قال قتادة: بلغنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حجة حجها رأى من الناس دعة فقرأ هذه الآية " كنتم خير أمة أخرجت للناس " ثم قال من سره أن يكون من هذه الأمة فليؤد شرط الله فيها رواه ابن جرير. ومن لم يتصف بذلك أشبه أهل الكتاب الذين ذمهم الله