الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ".
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا (123) ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا (124) ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا (125) ولله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله بكل شئ محيطا (126) قال قتادة ذكر لنا أن المسلمين وأهل الكتاب افتخروا فقال أهل الكتاب: نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم فنحن أولى بالله منكم وقال المسلمون: نحن أولى بالله منكم ونبينا خاتم النبيين وكتابنا يقضي على الكتب التي كانت قبله فأنزل الله " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به " " ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن " الآية. ثم أفلج الله حجة المسلمين على من ناوأهم من أهل الأديان. وكذا روي عن السدي ومسروق والضحاك وأبي صالح وغيرهم وكذا روى العوفي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال في هذه الآية: تخاصم أهل الأديان فقال أهل التوراة: كتابنا خير الكتب ونبينا خير الأنبياء وقال أهل الإنجيل مثل ذلك وقال أهل الاسلام: لا دين إلا الاسلام وكتابنا نسخ كل كتاب ونبينا خاتم النبيين وأمرتم وأمرنا أن نؤمن بكتابكم ونعمل بكتابنا فقضى الله بينهم وقال " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به " الآية وخير بين الأديان فقال " ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن " إلى قوله " واتخذ الله إبراهيم خليلا " وقال مجاهد: قالت العرب: لن نبعث ولن نعذب وقالت اليهود والنصارى " لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى " وقالوا " لن تمسنا النار إلا أياما معدودات " والمعنى في هذه الآية أن الدين ليس بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال وليس كل من ادعى شيئا حصل له بمجرد دعواه ولا كل من قال إنه على الحق سمع قوله بمجرد ذلك حتى يكون له من الله برهان ولهذا قال تعالى " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به " أي ليس لكم ولا لهم النجاة بمجرد التمني بل العبرة بطاعة الله سبحانه واتباع ما شرعه على ألسنة الرسل الكرام ولهذا قال بعده " من يعمل سوءا يجز به " كقوله " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " وقد روي أن هذه الآية لما نزلت شق ذلك على كثير من الصحابة قال الإمام أحمد:
حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا إسماعيل عن أبي بكر بن أبي زهير قال: أخبرت أن أبا بكر رضي الله عنه قال: يا رسول الله كيف الفلاح بعد هذه الآية " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به " فكل سوء عملناه جزينا به فقال النبي صلى الله عليه وسلم " غفر الله لك يا أبا بكر ألست تمرض ألست تنصب ألست تحزن ألست تصيبك اللاواء " قال بلى قال " فهو مما تجزون به " ورواه سعيد بن منصور عن خلف بن خليفة عن إسماعيل بن أبي خالد به ورواه الحاكم من طريق سفيان الثوري عن إسماعيل به وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن زياد الجصاص عن علي بن زيد عن مجاهد عن ابن عمر قال: سمعت أبا بكر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من يعمل سوءا يجز به في الدنيا " وقال أبو بكر بن مردويه: حدثنا محمد بن هشام بن جهيمة حدثنا يحيى بن أبي طالب حدثنا عبد الوهاب بن عطاء حدثنا زياد الجصاص عن علي بن زيد عن مجاهد قال: قال عبد الله بن عمر: انظروا المكان الذي فيه عبد الله بن الزبير مصلوبا فلا تمرن عليه قال فسها الغلام فإذا عبد الله بن عمر ينظر إلى ابن الزبير فقال يغفر الله لك ثلاثا أما والله ما علمتك إلا صواما قواما وصالا للرحم أما والله إني لأرجو مع مساوئ ما أصبت أن لا يعذبك الله بعدها قال: ثم التفت إلي فقال: سمعت أبا بكر الصديق يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من يعمل سوءا في الدنيا يجز به " ورواه أبو بكر البزار في مسنده عن الفضل بن سهل عن عبد الوهاب بن عطاء به مختصرا وقال