فهو كاذب " والنظر الذي أشار إليه في اسناده هو من جهة محمد بن السائب الكلبي فإنه متروك الحديث لكن قد يكون إنما وهم في رفعه، ولعله من كلام ابن عباس كما تقدم والله أعلم.
(مقدمة مفيدة تذكر في أول التفسير قبل الفاتحة) قال أبو بكر بن الأنباري حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي حدثنا حجاج بن منهال حدثنا همام عن قتادة قال: نزل في المدينة من القران البقرة وآل عمران والنساء والمائدة وبراءة والرعد والنحل والحج والنور والأحزاب ومحمد والفتح والحجرات والرحمن والحديد والمجادلة والحشر والممتحنة والصف والجمعة والمنافقون والتغابن والطلاق و (يا أيها النبي لم تحرم) إلى رأس العشر وإذا زلزلت (وإذا جاء نصر الله) هؤلاء السور نزلت بالمدينة وسائر السور بمكة.
فأما عدد آيات القران العظيم فستة آلاف آية ثم اختلف فيما زاد على ذلك على أقوال: فمنهم من لم يزد على ذلك، ومنهم من قال ومائتي آية وأربع آيات، وقيل وأربع عشرة آية، وقيل ومائتان وتسع عشرة آية، وقيل ومائتان وخمس وعشرون آية، أو ست وعشرون آية، وقيل ومائتان وست وثلاثون، حكى ذلك أبو عمرو الداني في كتابه البيان.
وأما كلماته فقال الفضل بن شاذان عن عطاء بن يسار سبع وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة. وأما حروفه فقال عبد الله بن كثير عن مجاهد هذا أم أحصينا من القرآن وهو ثلاثمائة ألف حرف وأحد وعشرون ألف حرف ومائة وثمانون حرفا. وقال الفضل بن عطاء بن يسار ثلاثمائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألف وخمس عشر حرفا.
وقال سلام أبو محمد الحماني: إن الحجاج جمع القراء والحافظ والكتاب فقال: أخبروني عن القرآن كله كم من حرف هو؟ قال: فحسبنا فأجمعوا أنه ثلاثمائة ألف وأربعون ألفا وسبعمائة وأربعون حرفا قال: فأخبروني عن نصفه فإذا هو إلى الفاء من قوله في الكفة (وليتلطف) وثلثه الأول عند رأس مائة آية من براءة والثاني على رأس مائة أو إحدى ومائة من الشعراء، والثالث إلى آخره، وسبعة الأولى إلى الدال من قوله تعالى: (فمنهم من آمن به ومنهم من صد) والسبع الثاني إلى التاء من قوله تعالى في سورة الأعراف (أولئك حبطت) والثالث إلى الألف الثانية من قوله تعالى في الرعد (أكلها) والرابع إلى الألف في الحج من قوله (جعلنا منسكا) والخامس إلى الهاء من قوله في الأحزاب (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة) والسادس إلى الواو من قوله تعالى في الفتح (الظانين بالله ظن السوء) والسابع إلى آخر القرآن. قال سلام أبو محمد علمنا ذلك في أربعة أشهر، قالوا وكان الحجاج يقرأ في كل ليلة ربع القران، فالأول إلى آخر الانعام والثاني إلى (وليتلطف) من سورة الكهف، والثالث إلى آخر الزمر، والرابع إلى آخر القران. وقد حكى الشيخ أبو عمرو الداني في كتابه (البيان) خلافا في هذا كله فالله أعلم.
وأما (التحزيب والتجزئة) فقد اشتهرت الاجزاء من ثلاثين كما في الرابعات بالمدارس وغيرها وقد ذكرنا فيما تقدم الحديث الوارد في تحزيب الصحابة للقران والحديث في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود وابن ماجة وغيرهم عن أوس بن حذيفة أنه سال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته كيف تحزبون القران؟ قالوا ثلث وخمس وسبع وتسع وأحد عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل حتى تختم.
(فصل) واختلف في معنى السورة مما هي مشتقة فقيل من الإبانة والإرتفاع قال النابغة.
ألم تر أن الله أعطاك سورة * ترى كل ملك دونها يتذبذب فكان القارئ ينتقل بها من منزلة إلى منزلة. وقيل لشرفها وارتفاعها كسور البلدان وقيل سميت سورة لكونها قطعة من القران وجزءا منه مأخوذ من أسار الاناء وهو البقية، وعلى هذا فيكون أصلها مهموزا، وانما خففت الهمزة فأبدلت الهمزة واوا لانضمام ما قبلها وقيل لتمامها وكما لها لان العرب يسمون الناقة التامة سورة (قلت) ويحتمل أن يكون من الجمع والإحاطة لآياتها كما يسمى سور البلد لاحاطته بمنازله ودوره. وجمع السورة سور بفتح الواو وقد يجمع