فيهم، وشربهم الخمور وتحريف علمائهم الكلم عن مواضعه، وتبديل كتب الله وآياته؟. وإنما أباح الشارع الرواية عنهم في قوله " وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج " فيما قد يجوزه العقل، فأما فيما تحيله العقول، ويحكم فيه بالبطلان، ويغلب على الظنون كذبه، فليس من هذا القيل. والله أعلم " ا ه.
ابن كثير والمسائل الفقهية كما نلاحظ على ابن كثير أنه يدخل في المناقشات الفقهية، ويذكر أقوال العلماء وأدلتهم عندما يشرح آية من آيات الاحكام، وإن شئت أن ترى مثالا لذلك فارجع إليه عند تفسير قوله تعالى في الآية (185) من سورة البقرة (... فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر...) الآية، فإنه ذكر أربع مسائل تتعلق بهذه الآية، وذكر أقوال العلماء فيها، وأدلتهم على ما ذهبوا إليه، وارجع إليه عند تفسير قوله تعالى في الآية (230) من سورة البقرة أيضا (فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره...) الآية، فإنه قد تعرض لما يشترط في نكاح الزوج المحلل، وذكر أقوال العلماء وأدلتهم.
وهكذا يدخل ابن كثير في خلافات الفقهاء، ويخوض في مذاهبهم وأدلتهم كلما تكلم عن آية لها تعلق بالأحكام، ولكنه مع هذا التفسير من خير كتب التفسير بالمأثور، وقد شهد له بعض العلماء، فقال السيوطي في ذيل تذكرة الحافظ، والزرقاني في شرح المواهب: (إنه لم يؤلف على نمط مثله).
مخطوطات التفسير نص بروكلمان في ذيل " تاريخ الأدب " 2 / 49 (بالأصل الألماني) على وجود (7) نسخ خطية لهذا الكتاب وهي:
1 - نسخة المكتبة السليمانية بإسطنبول رقم (67).
2 - نسخة مكتبة سليم آغا بإسطنبول 8 / 11.
3 - نسخة مكتبة نور عثمانية بإسطنبول 187 / 8.
4 - نسخة المكتبة الحميدية بإسطنبول 42 / 3.
5 - نسخة مكتبة دار الكتب المصرية 1 / 37.
6 - نسخة مكتبة ولاية رامپور بالهند 1 / 24، 41.
7 - نسخة المكتبة الشرقية العامة في بنكيبور في الهند - باتنا 1410 / 3.
8 - وتوجد نسخة خطية في مكتبة الحرم المكي مقابلة على نسخة المؤلف. ورد ذكرها في طبعة دار الفكر الصادرة عام 1385 ه في (7) أجزاء.
طبعاته أما طبعاته فهي كثيرة جدا نذكر منها الطبعات الأصلية دون المصورة حسب التسلسل الزمني لتاريخ صدورها: