وسليمان أد يحكمان في الحرث قلت: حين حكما في الحرث كان قضية واحدة؟
فقال: انه كان أوحى الله عز وجل إلى النبيين قبل داود إلى أن بعث الله داود: أي غنم نفشت في الحرث فلصاحب الحرث رقاب الغنم، ولا يكون النفش الا بالليل، فان على صاحب الزرع أن يحفظ بالنهار، وعلى صاحب الغنم حفظ الغنم بالليل، فحكم داود بما حكمت به الأنبياء عليهم السلام من قبله، وأوحى الله عز وجل إلى سليمان (ع):
وأي غنم نفشت في زرع فليس لصاحب الزرع الا ما خرج من بطونها، وكذلك جرت السنة بعد سليمان (ع) وهو قول الله عز وجل: وكلا آتيناه حكما وعلما فحكم كل واحد منهما بحكم الله عز وجل.
112 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن يزيد بن إسحاق شعر عن هارون ابن حمزة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن البقر والإبل والغنم يكون في الرعى فتفسد شيئا هل عليها ضمان؟ فقال: ان أفسدت نهارا فليس عليها ضمان من أجل ان أصحابه يحفظونه، وان أفسدت ليلا فإنه عليها ضمان.
113 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن حماد بن عيسى عن منهال عن عمرو بن صالح عن محمد بن سليمان عن عيثم بن أسلم عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الإمامة عهد من الله عز وجل معهود لرجال مسمين، ليس للامام ان يزويها عن الذي يكون من بعده، ان الله تبارك وتعالى أوحى إلى داود (ع) ان اتخذ وصيا من أهلك، فإنه قد سبق في علمي أن لا ابعث نبيا الا وله وصى من أهله، وكان لداود عليه السلام أولاد عدة، وفيهم غلام كانت أمه عند داود وكان لها محبا، فدخل داود حين أتاه الوحي فقال لها: ان الله عز وجل أوحى إلى يأمرني ان أتخذ وصيا من أهلي، فقالت له امرأته: فليكن ابني، قال: ذاك أريد وكان السابق في علم الله المحتوم عنده انه سليمان، فأوحى الله تبارك وتعالى إلى داود:
ان لا تجعل دون أن يأتيك امرى، فلم يلبث داود ان ورد عليه رجلان يختصمان في الغنم والكرم، فأوحى الله عز وجل إلى داود: ان أجمع ولدك فمن قضى بهذه القضية فأصاب