سعيد عن محمد بن داود عن محمد بن عطية قال: قال رجل من أهل الشام لأبي جعفر عليه السلام يا أبا جعفر قول الله عز وجل: " أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما " فقال له أبو جعفر عليه السلام فلعلك تزعم أنهما كانتا رتقا ملتزقتان ملتصقتان ففتقت أحدهما من الأخرى؟ فقال: نعم، فقال أبو جعفر عليه السلام: استغفر ربك فان قول الله عز وجل: " كانتا رتقا " يقول: كانت السماء رتقا لا تنزل المطر، وكانت الأرض رتقا لا تنبت الحب، فلما خلق الله تبارك وتعالى الخلق وبث فيها من كل دابة، فتق السماء بالمطر، والأرض بنبات الحب، فقال الشامي:
اشهد انك من ولد الأنبياء، وان علمك علمهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
55 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي وأبو منصور عن أبي الربيع قال حججنا مع أبي جعفر عليه السلام في السنة التي كان حج فيها هشام بن عبد الملك، وكان معه نافع مولى عمر بن الخطاب، فقال: يا أبا جعفر فأخبرني عن قول الله عز وجل: " أو لم ير الذين كفروا ان السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما " قال: إن الله تبارك وتعالى اهبط آدم إلى الأرض وكانت السماء رتقا لا تمطر شيئا، وكانت الأرض رتقا لا تنبت شيئا، فلما تاب الله عز وجل على آدم صلى الله عليه أمر السماء فتفطرت بالغمام، ثم أمرها فأرخت عزاليها (1) ثم أمر الأرض فأنبتت الأشجار وأثمرت الثمار، وتفيهت بالأنهار (2) فكان ذلك رتقها وهذا فتقها، فقال نافع: صدقت يا ابن رسول الله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.