تفسير نور الثقلين - الشيخ الحويزي - ج ٣ - الصفحة ١٣٩
ما ادعوه من الخلافة " فإذا جاء وعد أولهما " يعنى يوم الجمل " بعثنا عليكم عبادا لنا أولى باس شديد " يعنى أمير المؤمنين صلوات الله عليه وأصحابه " فجاسوا خلال الديار " أي طلبوكم وقتلوكم " وكان وعدا مفعولا " يتم ويكون " ثم رددنا لكم الكرة عليهم " يعنى لبني أمية على آل محمد " وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نقيرا " من الحسن والحسين ابني على عليهم السلام وأصحابهما وسبوا نساء آل محمد.
82 - في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته: أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني فان بين جوانحي علما جما فسلوني قبل أن تشغر برجلها (1) فتنة شرقية تطأ في خطامها - (2) ملعون ناعقها وموليها وقائدها وسائقها والمتحرز فيها (3) فكم عندها من رافعة ذيلها يدعو بويلها دجلة أو حولها، لا مأوى يكنها (4) ولا أحد يرحمها، فإذا استدار الفلك قلتم مات أو هلك وبأي واد سلك، فعندها توقعوا الفرج، وهو تأويل هذه الآية ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا والذي فلق الحبة وبرئ النسمة ليعيش إذ ذاك ملوك ناعمين، ولا يخرج الرجل منهم من الدنيا حتى يولد لصلبه ألف ذكر، آمنين من كل بدعة وآفة والتنزيل، عاملين بكتاب الله وسنة رسوله قد اضمحلت عليهم (5) الآفات والشبهات.
83 - عن رفاعة بن موسى قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان أول من يكر

(1) أي ترفع برجلها، قيل: كنى بشغر رجلها عن خلو تلك الفتنة من مدبر، أو هو كناية عن كثرة مداخل الفساد فيها.
(2) الخطام - ككتاب -: كلما يجعل في أنف البعير ليقتاد به.
(3) قال المجلسي (ره): ولعل المعنى من يتحرز من انكارها ورفعها لئلا يخل بدنياه " انتهى " وفى بعض النسخ " المتحرض " بالضاد ولعله الأنسب بحسب السياق، ثم قال المجلسي (ره): وساير الخبر كان مصحفا فتركته على ما وجدته والمقصود واضح.
(4) أي يسترها.
(5) وفى المصدر " عنهم الآفات.. اه ".
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست