والطيالسي (1463) وابن عيسى في " الكامل " (ق 156 / 2) وابن عساكر (8 / 317 / 2 - 320 / 1) من طرق عديدة عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عنها. ومن طريقه عنه عبد الرزاق قال: أنا ابن جريج قال: أخبرني سليمان بن موسى أن ابن شهاب أخبره أن عروة أخبره أن عائشة أخبرته.
أخرجه أحمد وابن الجارود والدارقطني.
قلت: وهذا إسناد موصول مسلسل بالتحديث، على أنه ليس فيهم من يعرف بالتدليس سوى ابن جريج، وقد صرح بالتحديث أيضا في رواية غير عبد الرزاق، فقال الإمام أحمد: ثنا إسماعيل ثنا ابن جريج، قال أخبرني سليمان بن موسى به وزاد في آخره:
" قال ابن جريج: فلقيت الزهري، فسألته عن هذا الحديث، فلم يعرفه. قال:
وكان سليمان بن موسى وكان، فأثنى عليه ".
وقول ابن جريج هذا أخرجه العقيلي أيضا في ترجمة سليمان بن موسى (ص 164) وفيه: " قال ابن جريج: وكان سليمان وكان يعني: في الفضل ".
قلت: فهذا صريح في أن الثناء المذكور على سليمان إنما هو من ابن جريج لا من الزهري، وهو ظاهر عبارة أحمد في مسنده، بخلاف ما رواه عنه الحاكم من طريق أبي حاتم الرازي قالت: سمعت أحمد بن حنبل يقول - وذكر عنده أن ابن علية (هو إسماعيل شيخ أحمد في الرواية المتقدمة) يذكر حديث ابن جريج في " لا نكاح إلا بولي ". قال ابن جريج، فلقيت الزهري، فسألته عنه، فلم يعرفه وأثنى على سليمان بن موسى. قال أحمد بن حنبل: إن ابن جريج له كتب مدونة وليس هذا في كتبه، يعني حكاية ابن علية عن ابن جريج ".
قلت: فظاهر قوله " أثنى... " إنما هو الزهري لأنه أقرب مذكور، وقد صار هذا الظاهر نصا في نقل الحافظ في " التلخيص " (3 / 157) لهذه العبارة عن الحاكم فزاد فيها: "... وسألته عن سليمان بن موسى؟ فأثنى عليه ".
فكأن الحافظ رحمه الله رواه بالمعنى الظاهر من عبارة " المستدرك "، غير أن هذا