وأما حديث أبي أمامة فرواه الدارقطني أيضا عن عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقطع الصلاة شئ وأما حديث أنس فأخرجه الدارقطني أيضا عن صخر بن عبد الله بن حرملة أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقول عن أنس بن مالك أن رسول صلى الله عليه وسلم صلى بالناس فمر بين أيديهم حمار فقال عياش بن أبي ربيعة سبحان الله سبحان الله فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من المسبح آنفا قال أنا يا رسول الله إني سمعت أن الحمار يقطع الصلاة قال لا يقطع الصلاة شئ انتهى وروى بن الجوزي في العلل المتناهية هذه الأحاديث الثلاثة من طريق الدارقطني وقال لا يصح منها شئ قال في التحقيق أما حديث بن عمر ففيه إبراهيم بن يزيد الخوزي قال أحمد والنسائي هو متروك وقال بن معين ليس بشئ وأما حديث أبي أمامة ففيه عفير بن معدان قال أحمد ضعيف منكر الحديث وقال يحيى ليس بثقة وقال أبو حاتم الرازي ليس بثقة وأما حديث أنس ففيه صخر بن عبد الله قال بن عدي يحدث عن الثقات بالأباطيل عامة ما يرويه منكر أو من موضوعاته وقال بن حبان لا يحل الرواية عنه انتهى كلامه وتعقبه صاحب التنقيح وقال إنه وهم في صخر هذا فإن صخر بن عبد الله بن حرملة الراوي عن عمر بن عبد العزيز لم يتكلم فيه بن عدي ولا بن حبان بل ذكره بن حبان في الثقات وقال النسائي هو صالح وإنما ضعف بن عدي صخر بن عبد الله الكوفي المعروف بالحاجي وهو متأخر عن بن حرملة روى عن مالك والليث وغيرهما انتهى
(٨٧)